سونيا فرجانى
..
الجسد ذو العينين الملعونتين
في أعلى جسدي، جسد آخر
أحبّ أن أسكب فوقه ماء تقشير السّمك.
يسمّيه الذّكور، نَهْدًا
والأطبّاء يسمّونه،ثَدْيًا.
يرسمه الفنّان كرة ناتئة لامعة
ويحفر النّحات حجمه كتلة عالية.
وحده الخيّاط يحيطه بمتر شريطيّ
ثم ينفث السّيجارة في وجه المرآةْ.
هذا الجسد الآخر بِركةٌ تُرمى بفُتَاتْ
فتنهشها الطيور.
لا أحب هذا الجسد الآخر،
سأرميه على رجل يبكي في القيامة
ضاع جسده في الظلّ
وحين اختبأت البرتقالة في البحر البعيد
تلاشى.
هذا الجسد الآخر، قرأتْهُ الشمس مشوّشا على
كفوف الرجال الخطّافين
فخافتٔ
رجَعَتْ للبيت مسرعة
بشعر أشعث وقميص مفتوق.
كانت تلهث.
كنتُ أعبث بالأسماك فوق زهور الفانيليا.
مدّت الشمس يدها النّحيلة للماء
سحبت أسماكا وقشّرتها.
كنتُ أمشي في الدّاخل القفر وحدي
لكنّ عينين ملعونتين بكيتا كالسكاكين
فأجهشت كل العيون
على أجساد أخرى.
***********************
***********************