صافرات انذار للحرب و أخرى للسلام
العقيد بن دحو
جميع الشعوب و الدول و الأمم التي كانت تنشد
الحرب لأسباب أو لأخرى فوق الطاولة تنشذ السلام تحت الطاولة , فمهما طالت و أشتدت
الحرب أوزاها لا بد يوم أن تجلس الى منطق الإنسان حتى لا اقول منطق الملائكية ,
أين يسود العقل و التعقل , وعوضا عن منطق ( ابليس) حين يفكر البشر و فق قوته
التدميرية , و أين طاقة الإنسان تفوق قدرة الإنسان !.
دون شك الحرب الأخيرة على غزة ( الغزية) على الغزو المستعمر المستدمر الإسرائيلي. بل هي حرب على كامل التراب الفلسطيني و على كافة حاضرة الدولة ( الكنعانية) من الماء الى الماء. تشير الى عدة لبوسات ولوغوسات أكيد سوف تؤرق نظار الحرب و محللين الحرب و نقاد الحرب و أصحاب فلسفة الحرب ان كان للحرب من فلسفة ومن
افكار سواء كانت مأساة تراجيديا أو ملهاة , وسواء كانت ( عبثية) لا طائل من وراءها الحرب من أجل الحرب , نسبة الى الفن من أجل الفن ان صح التعبير , أو هي حرب ميكيافلية ماكلوهانية الغاية فيها تبرر الوسيلة أو الغاية هي الوسيلة ذاتها.
أكيد ز هي أحدى عشرة يوما بنهارها وليلها من
القصف و القصف المتبادل , يخرج الملاحظ العابر الى أن المعادل الحرب الجوي
كالطائرات بكل انواعها الحديثة منها والكلاسيكية النمطية , تشير الى أن الغزاويين
, ومهندسي و ثقنيي الغزاويين , وسواء كانوا تحت الأرض أو فوقها , قادة وجند و
حاضنة وخلفية ومرجية شعبية و جدوا من الصواريخ الراجمة شواظ من نار الكفء الجوي
الرادع الذي نقل وحول ( الألم) من الطرف الضعيف الى الطرف الأقوى.
ثانيا / تأكد للرجالات الحرب و لأول مرة أن
أسطورة الدبابة التي ظلت ألهة الشر و التيتانوس و العمالقة الثلاث , و القضاء
القدر الثلاث عند الأغريق القدامى , الذي كان يقهر و يضع حد و نهاية لكل حرب صارت
مجرد (خردة) من الخردوات الحديدية المعرضة لإختراق و لأحتراق الصواريخ الحديثة.
ثالثا /
صارت الحرب على غزة تعتمد على الإبداع و الخلق و الإبتكار قأبدعت لذى
الطرفين ( الغزاويين و الأسرائليين) ما يسمى ( بنك الأهداف) وحقا صار ما يميز
البنك من نقد وصرف و صكوك حساب و قرض و عمولات و سندات..... وربح و حساب مالي و
مادي يميز هذا البنك الحربي.
وكل
ما فعلته المقاومة الفلسطينية الغزاوية
افسدت على هذه الحرب ( البنكية) أهدافها المالية و المادية و التي كانت في كل مرة
يدفع و يسدد قواتيرها الشعب الفلسطيني دون غيرة المٌطبع و فير المٌطيع
.
رابعا / الحرب الغزاوية حولت زمام المبادرة من
الإسرائليين الى الفلسطينيين , فهم صاروا
يأمرون أكثر مما يؤتمرون.
خامسا /
الحرب الغزاوية الأخيرة حرب صواريخ بإمتياز , صوف لم ولن ينسى العالم كيف
صار ( الصاروخ) البعيد المدى و القريب المدى , و الذي كان بعيد المنال على الشعوب
المهضومة صار مجرد بندقية حربية بسيطة في أيدي الإرادة العاقلة الواعية الباحثة
الجادة , المتكيفة مع الأحداث و القارئة للواقع المعاش بشقيه المدني و العسكري
الحربي و السلمي و ما بينهما اللاحرب و اللا سلم.
سادسا / الحرب الغزاوية الأخيرة وحدت الشعوب
الفلسطيني ضفة وقطاعا , حماسا و فصائل أخرى و فتح , و لم يعد عاقلا بعد اليوم يعيش على ماضي (أوصلو) بليد لم يجن منه
الفلسطنيين سواء الهروب الى الأمام , وفوات المزيد من الفرض على القضية الأم و
الجوهرية وعلى رأسها القدس الشريف.
أخيرا العالم يشهد أن الحرب الأخيرة هذه , و بفضل ادخال السلاح و لعبة الحرب الحديثة و لا سيما الصاروخ
قطع قول كل خطيب , ولم يترك التأويل لأي سياسي مبتدأ هاو , أو لأولئك ( الأشباه) و
( الأنصاف) الذي جلبوا لنا الكثير من الخزي و العار لكل العرب من الماء الى الماء / من النهر الى البحر !.
أكيد اليوم الأسرائليون - وهو خير العارفين
- أن قواعد اللعبة تكون قد تغيرت , و أن اذا كانت للحرب صافرات انذار , فلسلام
ايضا صافراته , فالحرب اذا انتهت فوق ( الطاولة) فإنها ستنذلع تحت الطاولة , و لكن
بوسائل أخرى , بمعدات أخرى خفيفة وثقيلة , تقلدية وموضوعاتية و استراتيجية , ولا
نقول البقاء فيها للأقوى , لكن للأفضل , ومن يملك الفكرة , وهذه هي استراتيجية و
اقتصاد المعرفة , تفكر بالحرب بقدر ما تفكر بالسلم , تفكر بمنطق بليس بقدر ما تفكر
بمنطق البشر ان عجونا ان نصير ملائكية......angelisme.
و
ليست اقتصاد معرفة فلكلوري مرفوقا او
مغلفا بثقافة الزردة و الهردة أو ثقافة هز الأكتاف و الأرداف كما يقول المرحوم
الألمعي الموسوعي العلامة مولود قاسم نايث بلقاسم.
هنيئا لغزة , هنيئا لفلسطين , هنيئا
للأجداد و الأباء الكنعانيين , هنيئا ل
(دليلة) , هنيئا للعرب , وهنيئا لكافة شعوب المعمورة التي لا تزال تقول ( لاء) .