جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أسامة أسبرشعر

هل ستُمْنح الحياة فرصة؟

 

أسامة أسبر

..

(هل ستُمْنح الحياة فرصة؟)

-١-

البنادقُ ليست في المشهد الآن.

البنادق ستعودُ إلى المشهد بعد قليل.

الطرقاتُ تهيء نفسها لجنازاتٍ أخرى

النوافذُ ترتدي ثيابَ الحداد.

-٢-

ملّتْ الأشجارُ السّكنَ في خشب التوابيت

سئمتْ العظامُ التحلّل إلى ترابٍ

تحت رايات محاربين

خرجوا من كهوفٍ في الكتب والعقائد.

-٣-

في مدن مسوّرةٍ

لا كي تحمي نفسها

بل كي تمنع دخول الضوء والهواء

هل سنستيقظُ غداً على دويّ يهشّم النوافذ

ويكون أول ما نراه فوارغَ

يسكنُ الفجرُ في نحاسها

في معدنها الذي يلمعُ فيه الموت؟

-٤-

رأيتُ مقبرةً اليوم

من نافذة السيارة.

كان زائرون قد وضعوا وروداً

لم يبْق منها إلا ذبولها.

هذا الذبول هو ما تقدمه الأيدي

المدربة على الضغط على الزناد

الأيدي التي تثقب الحياة

وتسرقُها من الثقوب.

-٥-

 مع المنتظرين

أرى نفسي في الظلام

أنتظر ضوءاً

حين يقتربُ يجفْل مني كطريدة

ويفرّ هارباً.

-٦-

البنادقُ غير مرئيةٍ الآن

القناصون خلْفَ الكوى والنوافذ

يترصّدون ما يظنونه أشباحاً

 تعبرُ في الشوارع

سيصطادونها وهم يدخنون

وأعينهم تتوهّج بحدقاتٍ تتّسع.

سيتباهون بأعداد الساقطين،

الأرقام التي

لا يحصيها إلا القتلة،

الأرقام التي

ظنوها أشباحاً من لحمٍ ودم.

-٧-

رأيتُ مرةً جثثاً مكدسة فوق بعضها

 في صندوق سيارة تويوتا مكشوف

تعبرُ تحت جسر فكتوريا

رأيتُ أعينها تغادرُ الحدقات وتطاردني.

ما تزال تطاردني إلى الآن

الأعين التي رآني بها الموت

الأعين التي عبرتْ في سيارة تويوتا.

-٨-

البنادقُ ليست في المشهد الآن

لكنها ستعودُ من جديد

في مدنٍ

لا يتسع فيها إلا مقابرها

في مدنٍ

أغلق الفضاء فوقها وحولها أبوابه.

-٩-

هل سَنُمْنَح فرصةً،

أم سنواصلُ حياتنا تحت فضاءٍ

تخترقُ فيه الطائراتُ

جدارَ الصوت

وتتأخّرُ الغيومُ عن مواعيدها؟


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *