هشام ياسر
المغرب
..
ازدحام في قطار البؤس
--------
من حناجر المداخن تصعد
روح الغابة .
و برد نذل مازال
طليقا ، يجري يطارد عظام المشردين.
و مطر منهمك بغسل الأزقة من أثر الأوغاد ،
الذي ترسب في ذاكرة
الوحل .
و كأس تاسعة تسحب باسمي تذكرة سفر
الى المجاز حيث ينمو العراء .
القصيدة إما ورقة توت ،
و إما ورقة سيلوفان ،
هكذا همست لي كلمة طارت
للتو من فم ما !
مهربو البؤس ملامحهم متشابهة
و المقطورة الأخيرة مخصصة لمعطوبي الحب
العائدين
إلى البداية ، مسقط رأسهم .
الذين كُتِب عليهم السفر , صعدوا
الذين زرعتهم الحياة وجعا في بطن الطبيعة
الذين حجزوا درجة مكيفة منذ أول جنون
الذين
يعبثون بأملاك الخيال العمومية
الذين وصلت درجة أحاسيسهم إلى صفر
رغم جهلهم اتجاه
سيبيريا .
و الذين كانوا كراسي باردة في حديقة ، فجأة تحولوا إلى كراسي
حلاقة في صالونات نسوية
و الذين كَتبوا على أنفسهم السفر و هم
يدركون أنهم سيتحولون إلى وقود سريع الاحتراق
و الذين يجففون الكلمات
العائدة من البلل
و يعيدون نشرها على
أسطح منسية
و لأن أقدامي مدمنة مشي الى آخر المطاف
و الجو يأبى علي ذلك
بدأت تفوح رائحة سفر .
____________________________________
(ذات يوم ماطر)