جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

هلوسات..

ماهر محمد



هلوسات..

لا أعرف لما أكتب الشعر

أنت أمامي ها هُنا وذلك شعر بحد ذاته

هل لخدر اليد علاقةٌ بالأمر

أم أن ضُرّتك تلك الكلمات

التي تحوم في الرأس مثل ذبابٍ حول جيفة

الكلمات تنغز في الجلد مثل الأُبر

صدقيني لستُ أنا من أكتب حين أكتب

أتحوّل لشخصٍ آخر

أعرف.. غير مرئي

شخص يمسك بيدي

يكتب عني

يتحدّث عني أيضاً

حالة تأمل تامة

أُُغمض وأُتمتم

مرّة واثنتان وثلاثة وربما عشرة

هنا.. أراك مذهولة وأنت تقفين إلى جانبي

حاملةً فنجان قهوتي الذي برد

حدّ برودة أعصابي

حسناً.. أعيدي تسخينه يا عزيزتي

لم أكن معك

مشواري طويلٌ جداً ولو لدقائق

أراه بعيداً ولو كان في آخر الممر

لو كان بين عينيّ

وأنت واقفة هناك لا تخترعي حركات تُلفت النظر

قد تقع عيناي على عيناك

وقد أبتسم أيضاً

لكن تأكدي بأنني في مكانٍ آخر

وفي زمانٍ آخر

قد أكون في ملعب كرة قدم

أو مع الفراعنة

أو في الحرب العالمية الثانية

أو في غرفة فندق مع مومس

قد أكون في الشتاء

تحت المطر أو فوق غيمة لا فرق

أو أكون في الساعة السادسة من يومٍ مُشمس

لا تغاري ولا تنفعلي

أنت مُلهمتي وحبري السريّ

أُحبك.. وهذا كافٍ لأعرف لما أكتب..

                                                                         ** *

الطبيعة الخضراء في بلادي لم تأت صدفة..

كل شجرةٍ تراها هنا هي دمعة لم تنزل بعد

غرس صاحبها في مكانها شجرة

حتى مقابرنا باتت خضراء

لسنا ممن يمضون وقتهم بالبكاء

فليس لدينا الوقت الكافي لذلك

وطني أخضر

بلادي غاباتٌ شاسعة يا صديقي..

                                                                         ******

على هذا الشاطئ

سأستلقي تحت خيوط الشمس

هناك.. مع قناديل البحر الميتة

لعلّي أجفّ قليلاً وأتصلّب

أنا كائنٌ لا رخوي

لكن ماذا أفعل بقلبي الرخوي

ذلك القنديل الذي لا يموت

تحت خيوط الحب الحارقة..

                                                                         ******

ماذا أفعل بالكتابة؟

يجول في خاطري دائماً أن أتوقف

لكن عقلي ويدي يخوناني باستمرار

عقلي شيطانٌ ماكر

ويدي تعدو بسرعة أكثر من اللازم

دسستُ سُمّاً لهما

لكني بدأت بالبسملة ونسيت

فلا عقلي أكل معي

ويدي كانت أسرع بالهروب

هلّموا حولي وضعوا كمّاداتكم على رأسي

جسدي ينتفض

ويحاول طرح السُمّ على الورق..

                                                                         ******

فجرُ المدينة غريبٌ جداً وليس كعادته

حتى قلبها ينبض أكثر من ذي قبل

هذه المدينة تشبهك أثناء العادة الشهرية

مزاجية.. مُتقلّبة.. حادّة الطباع

هذه المدينة التي طرحتنا دماً

في دورات الأوطان العمومية

سلنا جميعاً مع النهر

حتى تبخّرنا مع أول ضربة شمس

لنعود بشكل قطراتٍ قاسيةٍ

تُمطر من غيمة كئيبة..

                                                                         ******

إنها الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت الكادحين

وكلّي يقين بأن الشروق آت لا محالة بعد لحظات

يُخيّل لي أني ما زلت مُمّدداً على السرير

أعدّ خيباتي الكثيرة في الحلم

خيبة بعد خيبة

أُحصي عدد الطعنات التي نالت مني

أُحاول سدّ تلك الحفر في ظهري

الأشبه بملعب غولف

عدتُ من هناك

ولا أحد يسألني من أين

لأني لا أعلم في الحقيقة

أستيقظ..

أجد نفسي على التراب

لا سرير لديّ ولا شروق

إنها الرابعة عصراً بتوقيت الأموات

أشعر ببرودة شديدة في ظهري

ألتفتُ بصعوبة إلى الخلف

فلا أجد ظهري

لقد سرقوه يا حبيبتي

وتركوني في القبر

بلا ظهرٍ أو سند..


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *