محمد ود عزوز
..
اُريد أن اُعيد كتابة الحكاية
اُريد أن اُعيد كتابة الحكاية
لا يخطف في الحكاية الغول فاطمة
بل
يخطفها جارها الطيب
ولن
يجد حسن سيف ليُطارد الغول
لأن
سيف جده
مرهون
لصاحب البقالة اللئيم
و
فاطمة نفسها لم تكن حقيقية
كانت
جزء من احتلاماته
وماذا
عن الغول ؟
الغول
الكائن
الطيب الذي لم ينجو من عيون الصبية الذين يحاصرون الجدة
ويتقاسمون
الهلع
مثلما
لم ينجو من احتلامات حسن
اُريد
أن اجلس على الارض
اسند
كتفي على ركبتي حواء الطقطاقة
واسمعها
تُرتل احزانها
وشوقها
لتجمعات
الصبا ، حين كانت البلاد
تُجيد
محاورة العطور الريفية
وساحكي
لها بحسرة
عن
معاناة النساء اللواتي عبرنا الى الجانب الاخر
النساء
اللواتي انشدت غناءها في ختانهن
كيفن
أنهن
بائسات
يجلسن
اسفل
اشجار
السيسبان في جنة ما
بعد
أن اعياهن التعب
و
البحث عن اعضائهن المسروقة ، من ذاكرة العورة المُسماة
وستبكي
لكنني
ساخبرها باسماً
غفرنا
لكي
لكنهن
لم يعدن قادران على مزيد من الغفران
اُريد
أن اناول بهنس
في
شتاء المُدن الرخيصة
كأساً
من الحطب المُشتعل
او
بعض الدفء من قريتي الريفية
او
رائحة القطاطي في صباح الخريف
أن
نتجول معاً
مبتسمين
في
شوارع القرية ، نسخر من خشونة المُدن ، واحذيتها الممزقة
ترشقنا
اشجار النيم ، بضحكات الصبية الذين يربطون حبالهم
ليصنعوا
مرجيحة
قبل
أن يدركوا غباء الامر
وكم
هي ماهرة الحياة ، في ابتكار المراجيح
بعد
سن العفوية
اُريد
أن اجلس بجوار اطيب صالح
في
احدى بارات المهجر
اكنس
عن وجهه ، قشور الايام ، والشتاءآت العابرة
وحبيبات
اقتلعتهن المُصادفة
في
خريف المنفى
اُريد
أن انازله على الشطرينج ، أن اجادله حول مصطفى سعيد
وجملة
القاضي الساذجة عن الحب ؟
واقول
له
وانا
ارفع نخبه جارحاً حلمه بالعودة الممكنة
لم
تعد الرومانسية تُرضي رغبات القصيدة
فابتكر
ملاذك
من
ازقة التشظي
اُريد
أن اُعطي بركة ساكن عُطلة
لينزل
مسيحه عن الصليب قليلاً ، مسافة أن يرتشف كأساً
ويعانق
المجدلية
مسافة
أن يمسح على رأس الجنجويد بيديه الداميتين
ليحولوا
اسلحتهم لرفشاً ، ويشاركن ارواح الضحايا
تلقيح
الارض
بما
استطاعو من ذُرة
ومن
حب
اُريد
أن اسحب الشيخ ود تكتوك بقسوة من يده
لاُريه
ما فعلته نبؤاته
بطمأنينة
جدتي ، وصديقاتها في حياكة السعف ، وصنع الهوية
بايادي
من القمح
اُريد
أن اشتمه ، اواجهه بنبؤاته الكاذبة
وحتى
الصادقة منها ساجعلها كاذبة
فاي
صدق في نبؤة
لم
تبني وطن
او
تُطعم المنافي ، غباشة الطفولات
اُريد
أن اُهدي المهدي جلباب جديد
غير
مرقع ، واحذية ايطالية ، وزهرة توليب ، وقصائد لرامبو ، ولوركا
لاننا
نحتاج لاجيال انيقة من الثوار
وليس
مُشردين
يُطاردنا
السبايا ، وموائد الموت ، ليتسولوا
الغفران من الارض
اُريد
ان اشكي
جرحي
في الاصدقاء
لخليل
فرح
ثم
المضي برفقته نحو عصر الحقيبة
لنفرغها
من اغنيات الحب
او
نستبدلها باسلحة
فربما
غنو بكثرة للسلاح بدلاً عن الورد
وربما
قرِفت
ذاكرة
التاريخ الدماء
وصدرت
لجرح
ليلنا
بعض
السلام
اُريد
ان اُشارك ابانا الشاعر ازهري
مقعدين
متجاورين
على
مسرح الخراب
واخبره
بأن
كلاب الحجاج والافاعي لم تكتفي بروتانا وامواج
بل
اقتهمت مطابخنا ، اسوارنا ، فراشنا
وشاركننا
في انجاب مُدن شرهة كالقطط
تأكلنا
حتى قبل ننضجو
في
افرانها الكارثية
اُريد
أن اجر البشير ، على بطنه من كوبر
حتى
القيامة
لاجلس
بجواره كاصدقاء
وهو
يلهث كالكلب الضال ، على عنقه عقد من الجماجم
واقول
له انظر هناك
حيث
ذاكرة الحرب
كيف
كانت الملائكة تتذمر ، من فوضى من يصعدون
وكم
دمرت رصاصاته مخطط السماء
لم
يكن يجد الواصلون حديثاً
امكنة
للمبيت
قُرف
للاستحمام ، خبز للعشاء
كانو
يضربون خيامهم في السماء ، كأن لعنتهم
أن
يكونوا نازحين
اينما
كانوا
واخيراً
اُريد
أن اعود الى امي
لاقتل
من عمرها عام
عام
جئت فيه ، عام كنت فيه اجنة طائشة تسابق الملايين للفخاخ
فربما
لو قتلت تلك الذاكرة
نجا
الذين تاذوا مني وعادت لهم الاجنحة ليحلقوا باسمين
واعاد
الذين أذوني انصالهم اليهم
واستعادو
عافية القلوب
وعدت
حيث كنت ، لكنني اكثر ذكاء
اجلس
على جدار العتمة
ارى
الجميع يتسابقون
استند
على الجدار
ادخن
المارجوانا ، احتسي الذاكرة التي كان ينبقي أن تكون
لكنني
عاجزُ امام ما اُريد
فأنا
هنا
لوحدي
اُراجع
ذاكرة الورطة في المنافي ، انسكب في الطُرق وكأنني غبار
وكيف
لي
أن
اقتل التاريخ من هنا ، أنا الضعيف كجرة ، تنقل النبيذ
بين
السلطة والجواري
ولا
تملك الجرأة ، لتُسمم الرصاصة
وكيف
انطق كل ما جمعته من كوارث
في
اُغنية
وأنا
عاجزُ
حتى
عن
صب
جرحي في ليل الحبيبة
والهمس
فوق نهدها
"
كم ارهقتني هذه الحياة "