واثق العبدالله
-امرأةٌ متعَبةْ
أنا
امرأةٌ متعَبةْ
أنا
امرأةٌ حزينةٌ ومتعَبةْ
أحملُ
لعنتي مثلما أحملُ صوتي
تَملكني
مثلما يَملكني صمتي وبكائي
آهٍ،
كم أكرهُ أن ماتتْ صحرائي
آهٍ،
كم أكرهُ أنّي أرضٌ خَصْبةْ
تَجلدني
في الشّارعِ
مئاتُ
الأعينِ والهمساتْ
تَأكلني
من قدميّ..
حتّى
رأسي، الطّرقاتْ
تَنهشني..
تنهشُ
جسمي
تنهشُ
شفتيْ
تنهشُ
جلدي، آلافُ النّظراتْ
ويحملُ
ظهري آلافُ البَصَماتْ
لو
أنّي أخرجُ من سورِ البهائمْ
ماذا
يضيرُ لو أنّي..
لا
أحسبُ من قائمةِ الولائمْ
أنا
ياهذا مثلكْ
من
لحمٍ ودَمْ
لستُ
قضيّةً فوقَ الفَهمْ
أيمكنُ
أن تتحملَ وحدكَ كلّ اللّكماتْ؟!
من
يَحملُ عنّي لعناتي؟
من
يحمل عنّي خيباتي؟
من
يأخذُ شَفَتينِ يابستينْ؟
من
يأخذ عنّي نهدينِ متعَبينْ؟!
من
يأخذ صوتَ الأنوثةِ منّي؟
من
يُحرّرُ بداخلي ملايينَ الفتياتْ؟
من
يُعطيني صفة الذّكورة؟
من
يُعطيني (شنباً)، لساعهْ
إنّي
أكرهُ الشّرقَ..
أكرهُ
ضباعهْ
من
يُعطيني صوتاً خشناً، سلاحاً
لأبْني
مدينةً تزرعُ ورداً..
..بدلَ
الشّوكِ في الشّرفاتْ
أنا
بلقيسْ
أنا
نفرتيتي
وعشتارُ
الرّبّةْ
لا
يُنكرُ لي زمنٌ، ولا يُنكرُ تاريخي
أنا
ثورةُ الأرضِ...
أحملُ
بصدري موسمَ التّينِ وموسمَ الرّمانْ
ولكنّي
الآنَ جدُّ حزينةٍ
وجدُّ
متعَبةْ