المهدي الحمروني
ليبيا
..
جيوكاندا أخرى
__
__________________________
من ديوان "مُحيَّا
راودتهُ الآلهةُ للنبوّة"
■
كتمثالٍ أغريقيٍّ
لمُحيّا حالمٍ وعميق
ثغرك؛ وهو يمهد
لابتسامهِ
بثنيةٍ مترددةٍ وخجلى
كأنما يبشِّر بنهرٍ
مقمرٍ من عبير
ليُسفِر عن أسراب
جُمانٍ وتغاريد
أغنم منها مشاعر
معافاةٍ
كخصوصية أن تدخل إلى
بلاط مليكك دون حجب
إلى تلك الواحة أدنى
النحر المقدس
كأمانٍ مخصوصٍ يُلهِم
الغيرة
كونه موئل أمومةٍ
مغايرةٍ أخرى
حين تؤمم حلم الغفوة
بها
والحنين إلى السكينة
كم أسبغتِ عليَّ
إحساساً بالانتماء والاصطفاء
حين أوسمَتْنِي برؤومِ
صلةٍ كاسرةٍ من الثقة
ما أنسك أن تنصتي إلى
تصوّفي في مناجاتك!
وما أعمق أن يُجاز
هذياني في حَرَم عرينك!
كلما تربُضين بهيبة
آلهةٍ واثقةٍ
آنسةٍ لتراتيلي في خلوة
المُلك
وبيات الرعية
أهادن جور صمتك بنُزفٍ
جائرٍ للمجاز
ودون سابق توثّب لبوحٍ
ناحب
ومن ناحيةٍ أخرى
يأخدني خيالك من يدي
كأعمىً في مفازة الغيب
حين يمتد نفوذك أينما
أٌولّي بصيرتي
ويبسط تاجك سلطانه في
النفاذ المطلق
إلى مجرة الكلام
كيف تستهوين التعابير
العصية إلى ضفافك؟
وتغوين هيف القصيدة إلى
عريها في رذاذك؟
فتخلع الصور حدادها
بأنقٍ ملهب
ويندى جفاف الرويّ
الشريد على حراشف البيد ..
سَكوبًا كمطرٍ غفورٍ
لجريرةِ حلقٍ ظاميء
هَطولاً كمائدة الكرام
في غروب الصائم
رحيمًا كمنديلٍ ناعمٍ
على خد الحزين
كأنك البشارة في أضغاث
الثكالى
والرشد في مخيّلة
الأيتام
والشماريخ في أوهام
كفِّ النخّال
والوصايا في حلم سجع
الكاهن
والسنابل في توق مناجل
الحرث الكؤود
أمانةٌ من قلبي على
رأفك النافر
أن تهبيني صبراً يجاهد
استغراق فنائي
في عشقك الموحش