الشاعرة: رشيدة المراسي
الخواء يملأ أحضان الموتى
لقد فقدوا الذاكرة
والذكريات
الأطفال
والدفاتر
والأقلام
ورحّلوا العين الثالثة
إلى بيت الله المعمور بالصور
مقل الغيب تملأ عيون
السماء بالغيوم
تمطر اليوم؟
الغد؟
أم بعد غد؟
أمدّ يدي إلى غيمة
شاردة
تسوق قطيعا من الأيائل
البيضاء
وتحدّق خلف السحاب
بتوجّس
للحنين أنياب وأظافر
وحزن طويل يعانق مديّة
الصمت في محراب الله
مراتع الصبا ال حين تحنو
على أطفال الفقد
وتمضي بلا ألعاب مسليّة
الدمع الحارّ
كما السلام علينا
كما الوداع الأخير
يتشفّع للرياح
ويصفح
ها قد عاد أيلول الأصفر
يتمتم ويثرثر
علّها الأبواب
تُشرّع قلبها
و مخازنها للنسيان
علّها بارقة
فتمطر
وتمطر الآه
فيأتي الغريب بعدها
على كفّ أول قطرة
لمارد العطش
الشاعرة: رشيدة المراسي
#اللًوحة للفنًانة
التشكيلية ألفة العفًاس
***********************
***********************