الروبابيكيا

فريق ألفا تيم

A+ A-

الروبابيكيا

الشاعر المصرى الكبير

أمجد ريان

يصرخ "بتاع" "الروبابيكيا" بقوة ..

حتى تنتفخ أوداجه

تستهويني كلمة : ”الميلاد" ، ودائماً أيحث عن ”الميلاد"

طوال اليوم نفتح أبواباً ونغلق أبواباً ،

وأنا منذ أن أستيقظ حتى لحظة وضع الرأس على "المخدة"

أظل في حالة تهيؤ للكتابة

كانت المرأة تبتسم لي

بقميص نوم مغطى بأزهار صغيرة للغاية

وأنا أسال نفسي :

هل الأشياء خاضعة للإنسان

أم أن الإنسان هو الخاضع للأشياء :

في فترة سابقة كنت أبدأ الكتابة ببساطة ويسر

أما الآن فالأمر أصبح صعباً

ذلك لأن القسوة غزت مجرى الحياة

في زمن تلقى فيه فنانة كبيرة من شرفة بيتها .

المرأة صاحبة قميص النوم المغطى بالأزهار

تسوى شعرها الناعم الذى يهرب لليمين واليسار

فتشدني الكتابة نحو عالمها الميتافزيقي

تشدني الكتابة للمخلوقات العملاقة التي تطير

وللغرف المظلمة الغامضة

ولذكرى الشقاء اليومي

وللأطفال الذين يبيعون المناديل في الإشارات .

الإوزاتُ السبعة تتمشى على الحائط

وأنا أعود للماضي :

لأيام لعبة الاستغماية تحت العمارة ذات الطراز الايطالي

بينما فتيات رقيقات للغاية يطلقن صيحة : "واو"

للتعبير عن الدهشة والإعجاب

وأنا طوال اليوم أسقط في الأخطاء واعياً أو غير واع .

تريد الكتابة أن تخترق الزمن ، وأن تعيد تشكيل الأشياء

تريد الكتابة أن تختبر استشعار الإنسان

لكل هذا الخواء الذي يحيط بنا

تريد الكتابة أن تؤكد قيمة الجلوس على العشب ، ونحن حفاة

لكي نحب الحياة أكثر

تريد الكتابة أن تؤكد أننا نحن البشر :

كنا عراة يوم ولدتنا أمهاتنا

وسنظل عراة حتى الشهيق الأخير .

الكتابة دوارة ، لا تهدأ ، ولا تستكين

تظل تنقب وتفتش وتجس كل نبض :

وهذه نظارتي مفتوحة الذراعين على سطح المكتب .

في كل يوم نشعر أن الحياة لم تعد طازجة

وفي كل يوم ينشط من يشترون الروبابيكيا

ويغطون الشوارع طولاً وعرضاً ،

وأنا أريد أن أتمكن من الكتابة المباشرة الحية

وهكذا أظل أفكر ، وأنا جالس في شرفتي ،

وفوق رأسي تتوالى السنوات والعقود :

والمرأة بشعرها القصير وجسدها الفرنساوي

خلبت لب كل المارين في الشارع

أما المرأة "المسمسمة" التى لها وجه قطة

فهي تعمل لطفلها في الشارع باى باى

وهو بخفة شديدة يعمل لها أيضاً باى باى ،

وكل إنسان سيأتي إليه الوقت الذي

يقول فيه باي باي :

باي باي من أعماق القلب

باي باي بعد كل هذه الحماسات

والضجة التي يحدثها الإنسان في حياته

وباي باي :

بتحريك الأصابع لليمين ولليسار

بينما تتكون الدموع في العينين :

خفيفة لامعة

ثم غليظة ثقيلة

فتنحدر إلى الأسفل .

***********************

الوسوم: أمجد ريان شعر

فنون

جديد فنون

عاجل

جديد موقع علَّم نفسك