أمين الجرادي
تَـعالِي للمَرةِ الأُولى
نتجاوز مخاطِر الوبَاء
وننجو من حالة الذُعر..
تَـعالِي في كل يوم وساعة
نفكر في كل الأشياء التافِهة فقط
نسمو فوق المعاناة والآلام
ونجعل الوقت ينتحر..
تَـعالِي في عتمة البيت
طَيفَاً من الماضي
نُراجع الوقت،
ونتجادل منذ عودتنا وحتى اللحظة
تَـعالِي بسبب التعب
نتخلى عن النصر الوشيك،
ونستمع إلى بكاء الأطفال في بطون أمهاتهم
تَـعالِي نقطع كُل صلة بالحرب
ونأوي إلى جذع شجرة الكستناء
ولا تتركيني مربوطاً من خَصرِي فقط
تَـعالِي نقيم ليالي العزاء السَبع
وأنتِ لازلت في غيبوبة من النعاس
تساعدين الصمت في ترتيب الأوتار
والبحارة على التجديف في السفن..
تَـعالِي نشير إلى الأموات
وننقل إشارات المُرور إلى المَقابِر..
تَـعالِي إلى شُقَتِي يوم الثُلاثَاء
ولا تُفكري بأنني سأخلع عني اللحية والشارب
ولا تُخمني أي مَومس استضفتها عندي من قبل
تَـعالِي يَوم الخَميس
لنجعل اللقاء بزاوية قَائِمة
ولا ترتدي الكَمامَات
حتى لو صادفتِ جثتي أسفل الفِراش
تَـعالِي إلى السنوات الماضية
نتذكر أيام الريف
ونندب حظنا اليوم في العربة المغلقة..
أمين الجرادي
