كَبِّرْ رباعًا...
فريد مرازقة الجزائري
لَا
شِعْرَ إنْ لَمْ يَنْطِقِ الشُّعَرَاءُ
فلقَدْ
تَزَوَّجَ بِالحُرُوفِ الدَّاءُ
صارَتْ
خيامُ الشِّعرِ ترثِي أهْلَهَا
وَ
بِهَا استقَّرَ العُهْرُ وَالبُلَهَاءُ
فِي
كلِّ يومٍ قَدْ تَرَى مَا لا يُرَى
أوْ
تسمَعُ المَعنَى علَيْهِ رِدَاءُ
صَلَبُوا
القَرِيضَ أمَامَ كُلِّ قَبِيلَةٍ
وَالكُلُّ
يُبْدِي أَنَّهُ مُسْتَاءُ
حَرْفٌ
يُغَازِلُ عَنزَةً لَا تكتَفِي
مِنْ
صوْتِهَا لَكِنَّهَا خَرْسَاءُ
وَحرُوفُ
بَيتٍ لَيْسَ يَفْهَمُ مَا بِهِ
إلَّا
الَّذِي أفْكارُهُ عرجَاءُ
بَعضُ
الكَلَامِ (قصيدَةً) أسموهُ إذْ
رَفَعَتْهُ
حينَ مَنَامِهَا حَوَّاءُ
أوْ
قَذْ مَضَى فِي نَقْدِهِ مُتَشَاعِرٌ
أذْواقُهُ
منْكُوحَةٌ سَوْدَاءُ
يَا
خَيمَةَ الشِّعرِ الأصيلِ أَلَا اذْرِفِي
دَمْعًا
فلَمْ تسْعَدْ بنَا الخَنسَاءُ
لَا
صَخْرَ فِينَا سَيْفُهُ هَزَمَ الوَرَى
أَوْ
قَيسَ قَومٍ شِعْرُهُ إعْلَاءُ
لَا
حُسْنَ فِي لَيْلَى يُدَغْدِغُ حَرْفَهُ
فَالحُورُ
لَمْ يُصْبِحْ بِهِنَّ حَيَاءُ
كَبِّرْ
رُبَاعًا ثُمَّ صَلِّ عَلَى الَّذِي
أبياتُهُ
غَزَلٌ، رِثَا وهِجَاءُ
مَا
عَادَ شِعْرُ الحُرِّ يهْدِمُ أجْبُلًا
أوْ
تحتفِي بحُرُوفِهِ الحَسْنَاءُ
مَا
عادَ فِي الهَوْجاءِ صوتَ رصَاصَةٍ
أَوْ
عَادَ يَنْطِقُ إنْ بَدَتْ هَوْجَاءُ
أَبْيَاتُهُ
صَارَتْ ندَاءَ تسَوُّلٍ
وَحُرُوفُهُ
حينَ النِّدَاءِ عُوَاءُ
(جُودُوا
عَلَى جَمعِ الذِّئابِ فَإنَّهُ
قَدْ
هَدَّهُ الحِرمانُ وَالإعياءُ)
أخْبِرْ
فُحُولَ الشِّعْرِ أنَّ خِيَامَهُمْ
بَهَا
لَمْ تَعُدْ تُسْتَقْبَلُ الأصْدَاءُ
رُوَّادُهَا
صَارُوا عَبِيدَ صَبِيَّةٍ
تصفِيقُهُمْ
مدحٌ لهَا وَثنَاءُ
لَا
يمدَحُونَ قَصِيدَهَا لَكِنَّهُمْ
لِلحُسْنِ
هَبُّوا، جُلُّهُمْ فُقَرَاءُ
إنَّ
القَصِيدَ بِعَصْرِنَا لَتكَلُّفٌ
وَوَلائِمٌ
وَشهَادَةٌ وَنِسَاءُ
قُلْ
للَّذِينَ عَلَوْا بِنِصْفِ كُلَيْمَةٍ
مَمضُوغَةٍ
مَا شِعرُنَا أَهْوَاءُ
إنَّا
نَقُولُ الشِّعْرَ مِنْ أحزَانِنَا
وَالقَوْمُ
حينَ سَمَاعِهِ سُعَدَاءُ
الفَحْلُ
مِنَّا بَيْتُهُ تَارِيخُهُ
وَقصِيدُهُ
حينَ الوفَاةِ بَقَاءُ
كُلُّ
المَنَابِرِ تَحتَفِي بِحُضُورِنَا
وَ
غِيَابُنَا كَدَرٌ يَلِيهِ فَنَاءُ
لَا
تَرْثِ حَرْفَكَ يَا جَوَادُ أمَامَهُمْ
فَالجُودُ
فِي دَارِ اللَّئيمِ رِيَاءُ
مَا
هَمَّهُمْ قِرْطَاسُ فَحْلِ عالِمٍ
أَوْ
هَمَّهُمْ حِبْرٌ وَ لَا أسْمَاءُ
كُلُّ
الَّذِي بِعُقُولِهِمْ صَوتُ الهَوَى
أوْ
مَا أتَتْ تَهْذِي بِهِ الشَّقْرَاءُ
إنَّ
القَريضَ بِجَمْعِهِمْ لَجَريمَةٌ
وَالحُكْمُ
في جُرْمِ الرُّآى الإقصَاءُ
عَذِّبْ
خَيالَكَ شَاعِرِي، قُلْ ثُمَّ طِرْ
طَيَرَانَ
نسْرٍ فَالبقَا اسْتِغْبَاءُ
إنَّ
الفُحُولَ بِخَيمَةٍ لَا تَحْتَفِي
بِالشِّعْرِ
والشُّعَرَاءِ هُمْ سُجَنَاءُ
أسْرَى
جمالٍ حُسْنُهُمْ لَمْ يَبْدُ إذْ
سَجَّانُهُمْ
(معشُوقَةٌ رَقْطَاءُ)
حَمِّلْ
هُمُومَكَ فَوقَ بَيْتِكَ وانصَرِفْ
أوْ
بُؤْ بِما منْ ذُلِّهِمْ هُمْ بَاؤُوا
تتبع...
فريد
مرازقة الجزائري