سفر التكوين المصرى
صلاح عبد العزيز
الجديد
كيف
يمكن لها بعد آلاف السنين
أن
تحتفظ بك على ذلك النحو
أن
تظل كما يرغب الزمن
لا تشيب ولا يشيب ..
لأنك
لست مضجعا فى الموت *
لأنك
تنظر
وهى
تدلى ساقيها فى النهر
ليس هناك كائنات بعد ولا قبل ..
الدنيا
بكر وخلاصة المخلوقات تتدفق منها
إلى
الطمى الرطب وغرين الماء ..
يتشكل
من قطراتها
كل
هذا الوجود
ينفرج
النهر إلى دلتا والبحر يتراجع فى ملوحته
وذلك
الوجع سفر التكوين المتجدد
حيث
لا موت
بل
حياة دائمة تتخلق فيها وتتجدد
أنت
الخالد لتلك الخالدة ..
إثنان
ولا ثالث لكما
أخطو
فى تكونها ولا أبصر
كيف
أخطو وكيف يكون التكوين
إلا
هذا الوطن وهذا الشعب ..
ليس
هناك ربما
بل
مؤكد أن تلك الخالدة
هى
بداية الزمان ونهاية الزمان
وما
بينهما ..
نتجلى
فى
كلمات
ونقوش
ومقابر
وشعوب
تأتى
وتندثر فى ترابها ..
لا
خروج من هنا بل دخول فى اتجاه واحد
واحد
فقط .
أحضرت
أعشاب النهر وجرة ماء
حصلت
على الطين بعفونة القاع
عطرها
السرى ..
راودت
أنثى التمساح
من
محجرى عينيها توارد الرسم
سقط
من ورقة بردى
لا مانع أن تقيم معى أول جدار
بينى
وبين حيواناتها المفترسة
فى
حضورها تحت قدمى
فى
غيابها أغلق الأبواب
فى
تلاشى هيأتى يثور النهر
من
أوقع النهر من يديها
ثمة
أخطاء ترتكبها الآلهة
ثمة
خطايا من السماء للأرض
ثمة
كائن شرير يتلبسها فى المقابر
تلتهمها
قطط محنطة
لبؤات
جسد
واحد برؤوس عدة
لا
تنظرى لى
فى
تحولى رأيتك هكذا
رأيتك
بينما
تنسحب الحياة
فى
غيابك جاء الرعاة
فى
غيابى جاءت الفوضى
لم
يظلنى سقف
انهارت
الدنيا فى الخارج
انهار
جدارنا العازل واختلطت الأمم
كيف
أعرفنى من تلك الأقنعة
يالتلك الدويبات الآكلة
قد
أستطيع مقايضة الكابوس
بالغاب
والعشب والطين .
#
صلاح
عبد العزيز-مصر 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
* من
كتاب الموتى------