المبدع
المهدى الحمرونى
ليبيا
..
اسمحي للقصيدة أن تقول "أُحبُّك"
كلما تآمرتِ عليَّ مع
الشعر
أقولُ عِمتِ مساءً
أيتها البهاءُ المنقطع
النظير
أيها الإلهام المكابر
على الغوث
ومدّ يدِ العون بكلمةٍ
طيبة
يطمَئِنَّ لها قلب
الشعر
الشعرُ مؤامرةٌ كبرى
ليست محمودة
العواقب على أيَّة حال
مثَلي في إلهامك مثَلُ
الدعوة النبوية في بطاح مكة
ما أصعب إيمانك بي
ويا لجلَدي في دعوتك
قد أذِن القُربُ أن
أُجاهِر لكِ بمكانتك
بما ارتأيتهُ أقربُ
فهمًا للرسالة
وإن آنستِ افتراضية
ظهوري إلى هذا الحد من الوهم
بمُنتهى الأنانيةِ
أحببتُ لبصيرتي
عمَى الآخرين عنك
فيما باءت الأيام من
فشلٍ في النيل
من نورك
كل ما ظننتهِ ينقُص منك
يكتملُ في عينيّْ
بصورةٍ خاصةٍ لاختلافي
الآن أدعوكِ لقبول
الدعوة
لأتُمَّ عليك نعمة
الشعر
بما ينبغي لجلال وجهك
أُريد أن أقول:
إنني والشعر نُحِبُّك
بامتلاءٍ من التوحد
لكن الكلمة نفسها تخجل
منك
فتعالي معي لكلمةٍ
سواءٍ يا ملكة
لأكون لك جُموعًا
وحِقبًا وشعوبًا وقبائل
دونك ينفر منّي الكلام
أتلعثم كطفلتي الداون
وهي مكتظَّةٌ بالبوح
أجهل كلَّ شيءٍ بلا
خيالكِ
أمضِي في ظلامٍ حالكٍ
كأن المعرفة تبدأ بكِ
والقراءة ترمي إليك
مقاليدها
اكتبيني للخُلد بشهادةٍ
ترضى عنّي
لأعثُرَ بكِ على نبع
المفازة البعيدة
لتكون أبدية العمر
المتدارك
وتميمة نوائب الدهر
سأُسمِّيك حبيبتي
كما يتباكى الحُبُّ على
المعنى
الحقيقي للنبوّة
لأني أؤمن بألوهيَّة
وقوفك
الصامت عن لوعتي
أريدُكِ أن تؤمني بكِ
أيضًا
بحزمٍ عن التواضع
المهزوم
وأُريد منيحكِ لقداسة
اللغة التي تُباركين حولها
لألهثَ لنعتٍ مخصوصٍ بك
لا أُسبَقُ إليه
عندما تنصتين لي
أكون أقربُ إلى الله
والطينِ الذي خلقني منه
دون قِناعٍ وعباءةٍ
زائفة
في صورة الصبا الراهب
الذي لن يُتاح
كلُّ مفرداتي تحتاج
لمطرك
لتنبُتَ مغادِرةً
عقودًا من جفاف
ليتكِ تعلمين سطوتك على
وِثاق القافية
ونهرك في ترَفِ ماء
قصيدة النثر
هل تعلمين أنني أنزوي
محمومًا كلما امتثلتُ للكتابة عنكِ
لقولة
"أحبُّكِ" بكامل عاطفتها
في هذيان جنوني
حين أراني بِلا حُظوةٍ
في عرشك الأعظم
ولا تعِين بسمُوِّي عن
أسنان مِشط المتشاعرين في إيوانك
لهذا خُذيني على محملٍ
من قداسةٍ تجبُرُ بخاطر المآب إليكِ
لأجل هذه القصيدة على
الأقل
واسمحي لها أن تقول
"أُحبُّكِ"
ثم تنزوي دون سهرك
عليها من الحُمَّى
هل بلّغتُكِ رسالةً ما
؟
أنا المُلهمُ بكِ
في هذه الدرجة القصوى
لحرارةِ عَراءِ العشر الأواخر من حزيران
على مرمى حجرٍ بركانيٍّ
من "جبل
السوداء"
بين نخلٍ بِكرٍ
مُكابِدٍ لطيفك مثلي
لأقولَ بكامل بهائي
عِمتِ مساءً
سيحبُّك نصِّي بلا وعيٍ
يا نبيِّة
وأنا أُغادره مرتبكًا
بلا قفلةٍ
ليحتاج أن تربُتي عليه
طويلا
براءٌ له أن تَعِدِيهِ
بتدوينة السبق في قلبكِ
وفي ذِمَّة حضوركِ
إلى يوم
أموت
______________________________
مزرعتي بسوكنة 22
حزيران 2021 م