المبدع
أحمد نصرالله
..
معتقل بلا جدران
ثمةُ الكثير جداً
مازالوا يتوافدون
على تلك الزاويةِ ؛
من وعثاءِ الصمت.
وهو يجلسُ مسترخياً
يراقبُ أسراباً من
الحمقى
تتدافعُ نحو مقصلتِه
البعضُ ينذرون له
السحبَ
البعضُ يرشونه بالغيمِ
والكثرةُ تطأطأُ
أحلامَها
حتى لا تفرمها عجلاتُ
المحتمل
آلافٌ من الإسئلةِ
المخيفةِ
تقفزُ كأسماكِ القرشِ
من عنينه العميقتين
نحاولُ أن نبدو هادئين
لكن ثمة موت يأتي
بطيئاً ،بارداً
كلما أمعنا في
رفضه أو قبوله
قلةٌ منا تعرفُ الحقيقةَ،
الحقيقةَ بوجهِها
الممتقع
وصوتِها المرتشع
وضوئِها الضائع
عبر الاحتمالات
والمجاهيل
التي لانهاية لها،
فالحادي في ظلمةِ التيه
يفتشُ عن التفاحة
وتحت رحى اليأسِ
تسقطُ أظافرُ الزمن.
وأنا وحيد ومشرد
ولاشيء بحوزتي أدفعُ
به عن النهارِ تهمةَ
العمالة.
كان معي في السردابِ
سبعةُ سنابل
ولم يكن لدينا سوى
مفتاحٌ واحدٌ
مفتاحٌ يتيمٌ وأعرج،
يغني أغنيةً حزينةً على
جسر القلق
الأخبارُ كلها كانت
ذابلةً
والعرابُ الوحيد الذي
راهنا على خرائطه
أكلتْ دابةُ الأرضِ
فرصته الأخيرة،
لم يكن في يدنا من
الوقتِ
غيرُ بصيص وهمٍ
عليه نتبادلُ النكاتِ
والسخافاتِ
وعطرَ امرأةِ خبأناه في
ضمائرنا
بعيداً عن بطشِ الشمس
وعيون العسسِ
أكثرنا خبرةً
كان يعولُ على الليلِ
وأقلنا صبراً
كان يتحدثُ عن الريحِ
وأغلب الغربانِ كانت
تتنظرُ شيئاً بنكهةِ
نهدين من خلاصةِ الحزنِ
والصراخ
يطل البحرُ من خلالهما
على الساحةِ الكبرى.