الشاعر المجيد
محب خيرى الجمال
مصر
..
آلا أونا.. آلا دوي..
آلا تري..
نصوص
نحن في عطلة نهاية
الأسبوع..
لا أعمال ضرورية..
الكتاب على الرف..
والعزلة على السرير..
والوردة تتلكأ في فم
البحر..
والبنت في خيال
الأصابع..
أشياء كثيرة صالحة
للقتل..
أشياء كثيرة صالحة
للاستهلاك
وقيامة الحرب وانقلاب
الشيء
في اللاشيء..
نحن في عطلة نهاية
الأسبوع..
لا أعمال ضرورية.. اللوحة تعبت من حمل الثقوب..
لا غيمة في يد الوقت..
لا سلاح للدفاع عن
الوحدة والتعب..
فقط أحاول الخروج من
عنق الحب..
أو كسر الزجاجة بخطوتين
ثقيلتين في القلب..
كي أرتاح..،،
////
آلا أونا.. آلا دوي.. آلا تري..
أون فوا..*
اقترب يا ولد..
اقتربي يا بنت..
اقتربي أيتها الأرض
الفاتنة..
جسدي ينضج كحبة قمح
وسبع بقرات عجاف..
جسدي زكيبة من قش وقطن
الحقول الغابرة..
يحترق من أجل البحث عن
إبرة الجنة
كعربة كارو بألف مهنة
تدور بلا أجر..
يسوقها البشر إلي
الجحيم كلعنة..
يقتلونها في الحياة
برجم الاحلام الواسعة..
بالبيع والشراء في سوق
الموعظة الحسنة..
جسدي العناق والشهوة
والنزيف الثقيل
في لسان المحبة
النائحة..
جسدي الواقف كشجرة
نائية
يجري بخطوة طفل صغير
تصفق له الأمهات..
والبنادق على حد سواء..
دَسَّوه في التراب
كخبيئة مرصودة..
كلما حاولوا فك
طلاسمه..
لعنه البيت والشارع
وإمام الجامع
وقصص الحب في الليالي
الباردة..،
////
دون فوا..*
اقترب يا رجل الموعظة
والأمر بالمعروف..
اقترب أيها التاجر
بقراءة الغيب والشهادة..
لدينا جثة هامدة في
الحقل..
جثة في المطبخ لرجل
وحيد..
جثة في مستشفى للأمراض
النفسية..
جثة لعامل في الصرف
الصحي..
جثة في أتوبيس النقل
العام..
جثة في البحر الكبير..
جثة في سجون الرطوبة
والعاصفة
وجرار الظمأ الكامل
بالعطش للحرية
والتحليق المطلق..
جثث كثيرة في الطرقات
المقلوبة..
يمكنك الآن الشراء بسهولة..
ادفع بالتي هي أحسن..
أن تقول هذا لله وهذا
للشيطان..
- وَكُلُّهُمْ
آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا -
ولا رحمة في باطن الأرض
ولا دفوف السماء..
وما كان لك إلا ما
أنفقت من رقبتك..
ببصمة الإله.. احفظ
الوصايا جيدا..
ولا تنس..
للقبر إيقاع واحد
ورائحة عادلة..
ما من أحد على الطريق
يمنحها الغفران.
ويشفي غليل الذاكرة..،
آلا أونا.. آلا دوي..
آلا تري..
من يُزيد؟
////
هناك أمور أكثر أهمية
من كتابة الشِعر
أن تمر على شاطئ بطريق
الصدفة
فيخرج منك ماء الحنين..
أن تشاهد جثة في الطريق
العام
تلوّح للجميع كسؤال
عابر في مفكرة..
أن تقف بطريق الخطأ علي
حافة التاريخ
وفي صدرك لغم مائل يسمى
القلب
رأيت أحد عشر ثقبا وجثة
قالها الشاهد الوحيد
وهو يصف قميصي الرمادي..
لا عذر لي إذن
لا عذر لكل هذا الملل
فكيف كنت أغلق الباب
خلفي وأنام
وعضوا من أعضائي يبيت
خارج المنزل،،
***
على باب مدينتنا صنعت
تابوتا
فانتظرت الأشجار مزيدا
من الأموات،،
////
أفضل ممارسة دوري في
العالمِ بلا مقطع مؤثر
يستدعي بكاء مملا يروضُ
عطبا من ندم..
ربما تُحمل جثتي بعد
تحسنٍ مناسب لقيلولة الروح
حصتي من حدائق الرب..
تعاطي الأوجاع.. وجفاف
الفصول..
أخذتها بالكامل وبإرادة
حرة..
من حجر ناتئ أوشك على
التحليق..
بنبرة مغنٍ قبيح يخرج
عن الرتم
يتجَنبُ مكاشفة
الشارع..
محتميا بلسعةٍ من لحاف
الرغبة..،
صدره لا يتسع لحمل
نياشين النصر..
كمن فاته قطار النجاة..
يوشوشُ صدف الخيال عن
حبٍ يليق بطعم الفقد..،
////
آلا أونا.. آلا دوي..
آلا تري
أون فوا..
في الغربة كرجل مالح
وعديم الفائدة..
أتمشى وحيدا..
بأقدام متعبة تراقب
العالم
من شوارع جانبية تكاثر
فيها جليد الروح..
يدي في جيبي..
ورأسي أمامي..
أقطع بها الشوارع
الخالية من دفء الضوضاء..
عزائي في لحظات الصمت
الشفيف..
تعلمت ترجمة لغة الرمل
ولملمته من أحذية
الحشائش الضارة..
تعلمت مهنة قراءة
مشَّقْب الجبل بطريقة لويس برايل..
وإزالة الشوك
والمنحنيات من بطنه الشاسع وتطييب خاطر لُصُوب الأودية والسهول بالمطر والشعر..
والغناء بصوت صاخب..
والعراء الكامل أمام المجهول..
أخذت حظي من مهن عديدة
وغير مربحة..
استهلكت جسدي بإخلاص
كامل لفكرة الكد والعرق..
وحمايته من الجوع
والعطش
والأمراض المستعصية
والشيخوخة..
عملت طباخا للحواديت
وكي الجراح بالفحم والرماد..
علمت الأواني في المطبخ
الإنصات لرغبة اليدين في خنق العزلة.. وتقطيع الموسيقى في مكعبات الكيك
والحلويات..
في الغربة وأنت تتمشى
وحيدا..
تحصي خطوات الحصى في
كاحل الأيام..
تُعلم ياقة قميصك الأدب
في حديث الأرصفة..
وعدم الالتفات لضحكة من
امرأة تمر ببال الوقت..
والمشي باعتدال جندي من
غرفة لغرفة..
يسمي الانتحار قضمة
فراولة.. والضحكة بعض عواء
على حافة قبر مفتوح..
لا أعتقد في اصابتي
بلوثة عقلية..
حين أنادي الثلاجة
واستأذنها برقصة حتي طلوع الفجر..
ليس خللا في ميزان
العقل.. أكاد أقسم بذلك..
أنا لست مختلا.. ولا
شريب خمور..
لقد عنفتني الكنبة ذات
مرة لتركي الجوارب دون غسيل..
فكتمت أنفاسها بأعقاب
السجائر وزيت النشوة..
شتمتني المناشف لتركها
اربع ليال ونصف نهار تقاتل وحدها العتمة وزغزغة النمل..
فكسرت أنفها ومرغته في
ماء الرغبة..
ركلتني الكراسي بقسوة
لأني هذبت فروع الشجرة في مفرش السرير .. ولطمت الوسادة فطارت عصافير وبلابل..
فملأت الجانب الفارغ
بالعزلة وعض الأظافر..
دون فوا..*
لذلك كل امرأة عرفتها..
استثمرتني في تسلية
الملل..
ونزع الشوك من براءة
جلدها الناعم..
ودعك الجانب الطري من
سمانتي الوجع المظلم
ومسح دمعة كثيفة انحنت
طويلا أمام شبق الأسئلة..
وإزالة التجاعيد من قلم
الكحل وأحمر الشفاه..
استثمرتني في إطلاق
سراح العطور وطلاء الاظافر
من زنازين البرد بثلاث
رضعات وكدمة في العروق النافرة..
أجرتني كمعلم سباحة
لثلاث خصلات تقف كبارجة حربية
في قلب رجل كل مهنته
جمع الطوب والجري خلف الضيق
وفك رهن الغربة من
رائحة الحناء في الخصلة الرابعة..
أمسكتني كحربة بلسان
يتزحلق ذهابا وأيابا برغوة الوخز..
وظفتني كمترجم لصوت باب
لم يطرق من قبل..
يموء بين فخذين من
ياقوت أرجواني دافئ
ونافذة لم تنقرها
عصافير الصباح بالبلل..
وملاءات محرومة من دفء
العناق الريان..
جعلتني أفلسف الليل
وأطويه في عينيها كمتاهة ولغز حسابي لا ينتهي..
استثمرتني كمشجب
لسوتيان وحيد على حبال الأنين المكتوم..
يعانق زئير أسنان
العتمة في حلمة الضوء..
ابتسم كشرخ في جدار
الذاكرة..
كخطأ في زاوية البكاء
المقدس بين نهدين يتبادلان استرضاء الصهد المكتوم خلف العيون الذابلة..
هأنذا ومائي المفضوح
بالخمول والهتاف الذي ينز بالجفاف
اتمسك بحنجرتي جيدا
فضيلتي الوحيدة
وأكاذيبي المليئة بالحكايات الخجولة ورحابة الوطن الذي يحرسني من نباح التأوهات
حتى آخر طعنة رديئة في سريري البارد..
وحدي أمشي من لا شيء
وأذهب إلى لا شيء..
في الغربة كرجل مالح
وعديم الفائدة
يدفع تكلفة الخيال بسبع
مواسم للصدفة..
أمشي وحيدا من زقزقزة
المعدة لطرقعة السكاكين..
يدي في جيبي..
وأصابعي في خيال الحكمة
وضلال الشهوة..،
////
أيتها الأرض المرأة يا
أخت الشجرة
وبنت النهر..
اقتربي بكل خطاياي
وذنوبي الغزيرة...
بي ما يكفي من الطين
والملح
وبياض الخيال
والمقاعد الفارغة
وكهنوت الحجارة..
بي ما يكفي من خرافة
الجسد
ورهبة الموت وخربشة
الكراسي في الميادين العامة..
بي ما يكفي من تحويشة
الأيام المفقودة
ومواثيق حقوق الإنسان..
اقترب يا ولد..
وابكي كثيرا كتأويل
لصرخة الطوب في حلق الحائط
كتأويل لصرخة العيون
المتسعة بالدموع
بما يكفي لدفن مقبرة
جماعية كاملة بالأشباح..،
////
آلا أونا.. آلا دوي..
آلا تري..
اقترب يا ولد..
هنا طاولة المفاوضات
وفك الضغط المجاني
ويوم الحساب لمحاكمة الظل..
هنا من احرقوا غابات
الشك والريبة..
لا تنظر خلفك كي لا
تصير أسطورة..
وتلفظك جبال الملح كمعجزة..
آلا أونا.. آلا دوي..
آلا تري..
أيامي القديمة لا تصلح
للبيع..
من يملك مفتاح الحياة
لسنبلة
تلوح لضحكة النهر..
دون قذفها بمكيدة
المناجل
ورميها في ثرثرة ميزان
العدل..،
////
اقترب يا ولد..
لا تقع في غرام الكد
والتعب
وتقليب الجروح المزمنة
بشهية الوحي..
على حائط كهل تعلق
الزمن
وتقف في طابور طويل من
الانتظار
تقرقع في سبات الأيام..
تكتب عن المرأة والحب
والماضي البعيد
وشعور القذيفة في طبق
الحساء الأخير..
دون أن تشعر رقبة
الجندي بالذنب..،
////
تحمل النبال والحجارة..
تعترض دورية للعدو..
وتقبل البنت في خيال
الأصابع..
أون فوا.. *
تصافح الأرض كفأس..
وتزن الدمعة بالخرائب..
تعض على بيتك بأسنان
مفترسة..
بالحنين وشجر الزيتون
تصلي..
دون فوا..*
تكتب الشعر للوسائد..
تمارس الحب في الخفاء..
تتحسس علة الوطن..
تبني مع العدو قرية
صغيرة..
ثم تقول:
البيوت باردة..
أحمل أوهامي واهاجر..،
////
آلا أونا.. آلا دوي..
آلا تري..
أقرأ لك جسدي من الجلدة
للجلدة..
أصابعي المرتعشة في
ثقوب قارب محطم..
قلبي حجر الأساس لمشروع
بناية متآكلة..
أكتافي المترهلة في
خيوط الحقل المشتعل..
ظهري المسنود على إبرة
الضوء..
يراقب الأرض بكلمات
قصيرة جدا..
وينفجر في خيال الأصابع
كبركان لا يهدأ ولا يمل من تكرار الخطيئة..
الخطيئة التي تنام في
نصوص سخية بالأخطاء
والندوب القبيحة..
لا أعرف متى تبدأ
بالعويل وعلى أي صورة تنتهي..
رأسي معلق في حبل
غيمة..
والغيمة في يديك..
تمسكي بي جيدا كي لا
أسقط..
وأصير أضحوكة في حلق
البحر..
أتعلمين؟..
الذين أحبوا مبكرا مصابون
بنوبة اختناق
كل الذين نجو من الحب
يجلسون الآن
على صخرة مسلحة
صماء يتبادلون النظر للعدم بامتنان
وإخلاص،،
__________________
* .. أول مرة * .. ثاني مرة