جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

أسامة إسبر

..

(في صيف قديم)



في صيفٍ قديمٍ

حين كانت الأشجارُ أكثر خضرةً

ويمكن سماع خرير الينابيع بين البيوت

 ولغة الهواء والأوراق في الأشجار حولها

حين كانت الدروبُ ترابيةً

وكنت تسمع أصواتاً بشرية

لا تخرجُ من شاشةٍ

أو سمّاعة هاتفٍ

أو تأتي وتذهبُ في سلكٍ

تمددتُ في الليل

على سَطْح بيتنا في قصابين

بعد ليلة انفتح فيها دنٌّ معتق

منح روحاً لوقتنا، ليس بعيداً

عن الدالية، التي حين تنظر إليها في النهار

 ترى سماء خضراء

جوها يدلهم بعناقيد العنب السوداء

كأنها على وشك أن تمطر نبيذاً.

كانت السماء صافيةً والنجوم الكثيفة

بدت أضواؤها كالثمار

لكنها كانت تبتعد حين أمدّ يدي كي أقطفها

دائماً تهرب منا الأضواء

دائماً تختار طرقاً أكثر وعورةً حين تهربُ

كي لا نلحق بها

وحين تأتي تضيء نفسها وبعد أن ترحل

نبقى في ظلمتنا.

 في تلك الليلة غفوتُ تحت النجوم

دون غطاءٍ ونمتُ

شاعراً أن السماء غطتني

كشرشفٍ منقط بالأضواء

وبالزوايا العميقة

حيث تقهقه أصواتٌ مجهولة

في مجرات بعيدة.

حين طلع الفجر

استيقظتُ مبللاً بالندى

حاولتُ أن أتذكر حلماً

رأيت فيه أنني نبتة بأوراق عريضة

تصنع سماوات أخرى

 لقطرات ندى مرتجفة

لا تعرف سوى أن تتجمع

ثم تتبدّد كأنها لم تأت.

كانت تعبّر عن شيء ما

شيء ما يكمن فيّ

أحاول أن أنساه دوماً

وأبقيه في ظلمته

حيث السماء بلا نجوم

لا تحلّق فيها طيورٌ

ولا تمرّ شمسٌ

تكرّر قصة الشروق والغروب.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *