جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
يارا يازجي

يصفعني الضجر وأشياء أخرى

 

يصفعني الضجر وأشياء أخرى 

يارا يازجي



يصفعني الضجر وأشياء أخرى لا أنجح في تحديد ماهيتها.

أتململ في جلستي وأهزّ رجلي اليمنى بلا هوادة وكأني أحاول نفض حشرة عنها. كانت هذه الحركة كثيراً ما تغضبكَ، فتضع يدك بحزم على ركبتي لتوقف تأرجح ساقي المزعج..

لم أكن أعلم أنك تملؤني إلى هذا الحدّ حتى رحَلْتَ وبات قلبي غرفة موحشة فارغة إلا من صمت مدوّ يعشش في جدرانها.

أقرّر أن ألهي نفسي بشيء يوقف-إلى حين-تدفق الأفكار السوداوية إلى رأسي..

القراءة ليست أحد الخيارات المطروحة لأن مجرد حمل كتاب بين يدي بات يرهقني في الآونة الأخيرة، ناهيك عن انعدام التركيز الذي يجعل قراءة نصوص طويلة عملاً شاقاً..

تحين مني التفاتة إلى طاولة المطبخ. يُخَيّل إليّ أن باقات البقدونس المضمومة بعناية تبادلني النظر.. حسناً، ربما كان من الأفضل أن أحضّر طبق تبولة.. عملية فرم البقدونس التي أنجزها بحرفية عالية قد تفرغ بعض الشحنات السلبية التي تحاول التسلل إليّ. أقفز من مكاني بسرعة وأبدأ العمل بهمّة تدعو للإعجاب.. أقرر أن أسمع بعض الموسيقا..يقال إن بإمكان الموسيقا أن تنسيك أشياء كثيرة أو تذكرّك بها .. بالنسبة إليّ، يختلط الأمران معاً ويصبحان وجهان لعملة واحدة.

أختار من هاتفي الجوال أغنية إلهام مدفعي الأخيرة وأرفع الصوت إلى آخر مدى. يصدح الصوت.. "بعد الغياب لازم تعود..حزنك سراب ..حلمك سحاب.."

أترك السكين من يدي وأغمض عيني ..أنتقل في لحظة إلى عوالم أخرى. أتمايل راقصة في أنحاء الغرفة على أنغام الغيتار..

أشعر بالثمالة.. هل يُثمل الشوق هكذا؟

تلفّ الدنيا بي ..أفتح عينيّ لأجد نفسي بمواجهة صورتك المعلقة على الجدار..

أتسمرّ في مكاني، أطيل النظر إلى وجهك، أغوص في ملامحك ..ابتسامتك التي أعشقها تبدو ساخرة قليلاً أو هكذا تتراءى لي.. لطالما كنتَ تسخر من عبثية الحياة ومن مجريات الأمور..

أرفع صوتي بالغناء.. "بعد الغياب لازم تعود".. ثم، كدرويش صوفي، أدور في مكاني وأدور وأدور..

أنظر إلى صورتك مجدداً ويخيل إليّ أن ابتسامتك تتّسع أكثر وأكثر وأكثر..


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *