المفكر الجميل / حامد حبيب
وما هى إلا شكوى دهر!!!
بقلم : ابن المحروسة
محمد أبو اليزيد صالح
زى الموج
الإسم كان عاملين حبايب
الإسم كان عاملين قرايب
ولما أول ما ابتلينا
كله عنا ف لحظة غايب
عابوا فينا وشمتوا فينا
وشفنا منهم كل العجايب
طلعوا زى الموج بيغدر
واحنا دايما كنا نصبر
واحنا كنا كتير نسامح
واحنا كنا كتير بنعذر
ليه نآمن تانى ليهم
ما عاد ليهم فى القلب نايب
شفنا إيه منهم ما شفنا
غير جراح وغير نوايب.
من قصيدة " موج " للمفكر حامد حبيب
---------------
-------------------
علمته
علمته يرمى قام رمى
لما رمى صوب رمانى
.
علمته يكتب قام كتب
لما كتب قلمه هجانى
.
وسقيته ولا أبخل وبحبه
واقول دا بكرة ما
ينسانى .
لما ارتوى سابنى وفاتنى
وعطشت ولا مرة سقانى .
من قصيدة " علمته
" المفكر / حامد حبيب
" إن لله أناسا يعرفونه و يبتغون
مرضاته تعالى ، أولئك أهل العلم الحق. "
ابن المحروسة
*** 1 ***
أعرفهم معشر المفكرين ، أحبائى ، أحباء البشرية
من قديم.
وجدتهم عرفاء خير ، ما لهم فى المباذل من
نصيب ، وإن اشتد النكير. وافانا التاريخ بأخبار سقراط ومتقدميه ولاحقيه ، فوقفنا
على أخبار أبى حيان التوحيدى ، وأبى العلاء ، والطهطاوى ، والأفغانى ، ومحمد عبده
، وطه حسين ، والعقاد ، وجمال حمدان ، وزكى نجيب محمود وكثر أخرين.
إن مأساة المفكرين وأهل الثقافة الحقة فى
كل عصر ، تنجم عن سبقهم بحكم التكوين والعقلية لما تواترت عليه المجتمعات ، ولذلك
تراهم عرضة للقيل والقال والتنمر والحسد وتسفيه الأفكار ولصنوف من الفتك أخرى فد
تنتهى بتسليمه هكذا لسوط جماعة عقائدية منحرفة التفكير والرؤى أو لسيف حاكم فى تشف
منهم واغتباط ( أى الجماهير وأهل الفكر والثقافة!!!) ، وذلك على مذبح الجهل و المداهنة الرخيص. ويضع
هذا المفكر الأصيل وصاحب الثقافة الحقة فى معادلة بالغة الغرابة ، إما تمنى الشر
لهؤلاء وقد آذوه كل الأذى والتشفى فيهم عندما تقلب لهم الأيام و الحاكم ظهر المجن
كما يقال ، أو يأسى لهؤلاء مشفقا وقد قد قلبه من مراحم ، وهو الذى تلتحف نفسه
بالمودة والرفق والمسامحة للإنسانية قاطبة ؟؟!!! برزخ يقف عليه المفكر والمثقف
الحقيقى فى عاصر ألم وقد اشتد عليه النكير والنكران ليس من العوام فقط ، ولكن
وبضراوة ممن يطلق عليهم أهل الفكر و الثقافة كماتقدم !!!! ( أنصاف وأرباع وما لا ندرى من نسب أخرى متدنية ،
هذا إن صح أن يكون لهم من نسب لفكر أو لثقافة من الأساس). جميعهم يسلمونه إلى
الهلكة وفؤاده وروحه على تلك الحال ، فماذا هو فاعل ؟؟؟!!!
*** 2 ***
واقع الحال أن المفكر الحق والمثقف
الإنسان ليس لديه شهوة الإنتقام ، فهو لا يعرفه ، وليس عنده ( طاقة ) للتشفى
فهو لا يمارسه ، بل فى الأخير تتغلب عليه
إنسانيته ناسخة كل أثر لشرور فى نفسه . إن شكوى الدهر عنده من غدر لصحاب ، ونكران
جميل لأحباب توسم فيهم الخير وخذلوه ، وسعى جاهدا لإسعادهم ومقتوه ، وقد يقسم غير
حانث بأن ما مضى معهم ليس مثل ماهو قادم و لأن لكل حادثة حديث وليترقبوا أياما معه
أسود من قرون الخروب كما يقال.
إنه وإن جهر بهذا ، وتوعد بالويل والثبور
وعظائم الأمور ، فالأمر لن يتعدى شكوى الدهر ، لأنه ( واخد على خاطره شوية) ولن
يتعدى الأمر غير ذلك لأنه لا يعرف غير الخيرية وكل جميل.كلهم ( أهل الفكر والثقافة
الحقيقيين) قالوا وأقسموا وتوعدوا ، ولكن
لم يضمروا شرا لأحد فى المنتهى كما أسلفنا . ومما يدعم ما سقناه ، إنه برغم ماحدث
لمفكر عظيم ومثقف قدير مثل جمال حمدان من استهداف ، وغمط للحق مريع من الجماهير ،
ومن يطلق عليهم ( المفكرين والمثقفين !!!!
) والساسة ، وهو ما تناوله
بإسهاب فى رائعته " شخصية مصر "
، نقول برغم ذلك فإنه حذرنا من التشفى فى والانتقام ممن غدروا وخانوا ، الأمر الذى
نربأ به أيضا عن صديقنا المفكر / حبيب ، ونحن نقف على جوانب شخصيته الإنسانية
الفريدة ، وبقى أن نقول أن / حمدان أبدع جل ما أبدع فى صومعته لخدمة للمحروسة
ولهؤلاء الأشرار وللإنسانية قاطبة ، ولعل / حبيب
على مثل ذلك أو هو على ذلك بالفعل.
إذن لا تصدقوا / حبيب فى توعداته ، فإن
خيريته لهى الغالبة.
ابن المحروسة
محمد أبو اليزيد صالح.