ماهر محمد
وعلى سبيل الأمل..
وعلى سبيل الأمل..
بدأت تظهرُ عليّ علامات الأمل
بعد أن فقدته وكما حال الأغلبية
قال الطبيبُ أنها حالةٌ مؤقّتة وستزول
وأنني سأعود لخيباتي وأحزاني قريباً
حسناً.. لقد سقط الفجرُ أخيراً
ومن هنا أقولُ :
تعال أيها الصباح باكراً
مع زقزقةٍ كانت هنا فيما مضى
سنابل قمح جاراتي الذهبيّ
ووشاح أُمي المُعطّر بهنّ..
حين كُنّ يشربن الشاي في بيتنا
وتوبّخني أمامهنّ
ولأنهنّ نجماتٌ مُشتعلة
قررتُ بملئ إرادتي
أن أتحوّل إلى كوكبٍ مضيءٍ نوعاً ما
رغم أنني بعيد نسبيّاً
قررتُ أن أتنقلّ عبر مداراتٍ كثيرة
حتى أصل وأحترق
قال عالمٌ فلكيّ لي أنني كوكبٌ بارد
ولا حياة على أرضي
لا أحد سيطأ عالمك يا صديقي
جلدك خشن ودموعك صخور بلورية وستفضحك
ودمك عبارة عن حمضٍ قاتل
ناتج عن احتباس عاطفي..
حسناً.. قررت أن أقفل أبوابي على نفسي
وبنفسي
قال النجار خشبك سيء الطالع
خشبك ملئ بماء الحزن
بعد أن شرب كل المستنقعات
وجفّ سطحها
ونخر فيه نمل اليأس..
لذا تعلّمت من أخطائي
فكانت خزانتي من حديد
ستجد كل شيءٍ فيها يخطر ببالك
من مقص أظافرٍ أكله الصدأ
إلى رسائل مهملةٍ لم تُقرأ بعد
ومع أنني أكره النطرون وكلوريد الصوديوم
إلا أني أحتفظ بهما لضرورة تحنيطي لاحقاً
فما جدوى أن تقيس المسافات بين أعمدة
الفرح
ما الجدوى من أن تسطع عليك الشمس
وفي مكانٍ آخر.. تلسع أدمغة عُمّال البناء
وعُمّال الأسفلت
ما الجدوى من طريقٍ مُعبّد
تسير عليه الشاحنات ولا يسير عليه
العُشّاق
ما الجدوى من كل هذا
ما الجدوى من أملٍ كان وما زال
يعبثُ بجثةٍ مُحنّطةٍ لعاملٍ مثلي
لسعت دماغه الشمس
على أسفلتٍ.. لا يسير عليه أيُّ عاشق..
