سولين أباظة
فكرت بك اليوم
فكرت بك اليوم ،. ليس فقط اليوم بل كل لحظة
وكأن كل الكائنات تشاركني ما افكر فيه.
هطل المطر كثيرا عند الفجر، وتذكرت طعم الحزن
أكره المطر، إنه لا يكف عن النواح في قلبي..
يذكرني بك.
ببيتي.. بسحابة الحياة عندما لا ترفق بي.
أنا لست بخير، أنا لست أنا، أنا كتلة من جسد بوزن خفيف تطير كلما
هزها الحنين.
الفجر ثقيل حين تكون الروح خاوية.
يمر ببطء، يفرض حصارا، يجعلني اتقيأ كل ذكرياتي.
أنا مازلت شابة.. لكنني أتداعى، جدارك الذي أستند عليه يهبط على
قلبي فأتلاشى مثل ريح تصفر في القفار.
تهاجمني الكوابيس في الليل، هل هذا منطقي؟
أرى بيتنا، ووجوه لا أتذكرها...
أراك بقامتك الطويلة مثل نخلة، تبتسم وكأننا لن نغادر أبدا.
أمد أصابعي كي تلتقطتك، أمد عنقي كي أصل إليك.
ثم فجأة أصحو على العتمة.. لاشئ يحيط بي سوى الفراغ.
لاشيء يعنيني الآن.
الأرق، مسافاتنا الشاسعة، الوقت الذي يمر دون أن نلتقي..
كل ذلك يمر بي مثل قطار سريع لا يتوقف.