في النحت
إبراهيم المرسي
بوسعِكَ أن تقطعَ
ذراعَي امرأةٍ
وتدَّعى أنَّها هكذا
بارعةُ الجَمال
وفي الفن التشكيلي
بوسِعكَ أن ترسمَ خمسةَ
مكعَّباتٍ
وتطلبُ من مشاهديك
أن يروا اثنين منهما
نهدين
وفي الشِّعرِ تبلغُ
المأساةُ ذورتَها
حين تقطعُ رأسَ أمرأةٍ
وتضعُ مكانَه كتلةً
حجرية
تصبحُ في المجازِ قمراً
من هذه الأقمارِ
الرديئةِ التي تكرِّرُ نفسها كلَّ شهر
وفي فنونٍ أخرى
تبدو المرأةُ كما لو
كانت الغريبةَ التي
لا مكانَ لها في الزمنِ
الواقعي
لمُخيِّلةٍ
لا تطلبُ ذراعَي
المرأةِ لعناقٍ دافئ
ولا استدارةَ النهدين
لنعرف
ماذا تعني الثُمالة
ولا وجهَها بعينين
لا سيوفَ قواطعَ فيهما
وإنَّما الخِدرُ الذي
تختبرُه أمامَهما
وأنتَ هُلامٌ عَرضَي
تمرُّ امراةٌ بحذاءِ
الكعبِ العالي
وسطَ هذه الفوضى
تُلقي نظرةً
وتعيدُ التأكيدَ على
عذوبةِ شفتِيها
بقلمِ شفاهٍ وردي
وقد تجلسُ قليلاً
لتتأمل
كيفَ أوقعتَها الفنونُ
في شبكةٍ من مجازات
لا تدركُ أنَّ المرأةَ
عارية
هي العاصفةُ تماماً
وإن كانت ترِقُّ
فلأسبابٍ بعيدةٍ عن الإثارةِ الجنسية
وكأنَّها تدركُ أن
الفنونَ والشِّعر
إنتقامٌ بائسٌ من
كمالِها
وكأنَّها بحذاءِ الكعبِ
العالي
أو بُعريها
تتحدَّى النحاتين
والتشكيليين والشعراء
أن يفهموا مرَّةً واحدة
سِرَّ كمالِها.