جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

المسلمون فى الصين

حامد حبيب

  تحتضن الصين أكبر وأضخم تجمُّع سكانى فى العالم،وبها أكبر قوة ديمجرافية اليوم.تتألّف كتلتها السكانية من ٥٦قومية،وتُعد قومية الهان han،أكثر

القوميات تعداداً،حيث تمثّل أكثر من ٩٣٪من إجمالى السكان،لذا يُطلَق على القوميات الأخرى الأقليات القومية،وهى تضم عشر قوميات تعتنق الإسلام،منها:

الطاچيك والأوزبك والتتار والقيرغيز والقازاق والويغور.وهى تنتشر فى ألفى محافظة،وتتمركز بصورة رئيسية فى مناطق ومقاطعات شمال غرب الصين،وتصطبغ بالصبغة الإسلامية فى النواحى السياسية والاقتصادية والثقافة والعادات والتقاليد الإسلامية التى هى من الثوابت الرئيسية فى معتقداتهم وحياتهم الدينية.

   وقد اتفق معظم المؤرخين على أن بداية وصول الإسلام إلى الصين كان فى أواسط القرن السابع الميلادي.وتقول الدراسات التى قام بها كوكبة من العلماء المسلمين الصينيين أنَّ بداية دخول الإسلام

إلى الصين كان فى عام ٦٥١م،حيث شهد ذلك العام

أول سفارة عربية للصين.

    وكان هناك طريقان لدخول الإسلام للصين:

_الأول:الطريق البحرى..حيث كان التجار العرب والفُرس فى نشاط دائم مع الموانئ الصينية واستقروا فيها وتزوّجوا من صينيات،إلى جانب تحمّسهم لنشر الإسلام هناك.

_الآخر:الطريق البرّى..أو مايُسمّى طريق" الحرير

القديم"الذى كان يبدأ من عاصمة الصين مخترفاً آسيا الوسطى مروراً بالهند وروسيا وإيران وأفغانستان حتى يصل إلى بغداد وحلب ودمشق

،وقد تحمّس المسلمون لنشر الدعوة بتلك المناطق.

    ولعلّ أهم المعارك الفاصلة فى تاريخ الفتوحات

الإسلامية فى آسيا الوسطى تلك التى قادها البطل

الإسلامى العظيم(قُتَيبة بن مُسلم)حين دخل مدينة

"كاشغر"فى تركستان الشرقية" "سينكيانج "حالياً.

وذلك فى أواخر عهد الخليفة الأموى (الوليد بن عبد الملك).

   وكان للإسلام أثر جلى فى حياة هؤلاء من حيث

الإلتزام بالأركان الخمسة .وكان المسجد هو مقر

المسلمين للقيام بنشاطاتهم الدينية .ويحتفلون كسائر المسلمين بالأعياد الإسلامية ويقول القائل منهم باللغة العربية:"السلام عليكم..عيد مبارك"..

وفى عيد الأضحى،تقوم الأُسَر الميسورة بذبح الأُضحيات من ذبح الأبقار والأغنام والجمال وتوزيعها على الفقراء والمساكين.

وفى المولد النبوى ،لايحتفلون به جميعهم فى يوم واحد،بل يُطلَق على الاحتفال"المهرجان النبوى"...

ويستمر طيلة شهر ربيع الأول،حيث يجتمعون فى المساجد للاستماع إلى قراءة القرآن الكريم وإقامة الولائم،ويحتفلون بسائر المناسبات الدينية،كيوم عاشوراء وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان.

وقومية"هوى"تتميّز عندهم باللباس الإسلامى،

فيرتدى الشباب والرجال طاقيات عند الصلاة فى المساجد،وترتدى المرأة غطاء للرأس ولاتُظهر وجهها.

ويشجعون الزواج لأنه سُنّة الأنبياء ،ويصرّون على ضرورة الزواج بين المُصلّين والمسلمات.ولايجوز عندهم أن يتزوّج المسلم بغير المسلمين إلا بعد أن تُشهِر إسلامها...ومن عاداتهم اختيار يوم الجمعة

لطلب اليد للزواج من باب التبرُّك به..ويشدّدوا على كراهية الطلاق .

ومن أبرز عاداتهم الإسراع بدفن الموتى،ويعمدون

إلى دفن أموات الغرباء من المسلمين بدلاً من نقلهم لموطنهم،عملاً بقول الرسول"صلى الله عليه وسلم":

"من مات غريباً مات شهيداً".

ومن مؤلفاتهم الإسلامية:

_ماقام به العالم اللغوى الويغورى(محمود الكاشغرى)

فى عشرينيات القرن الحادى عشر بتأليف "المعجم

الكبير للغة التركية"باللغة العربية.

_ومن الأعمال الأدبية التى حظيت بكل تقدير فى تاريخ الأدب الويغورى،كتاب"حكمة السعادة والبركة"

لمؤلفه،الكاتب العظيم "يوسف هاس"وهو كتاب تتجلّى فيه مفاهيم العقيدة الإسلامية بكل وضوح .

*ويُعَد مزار (صدوق بوقلاخان)_الملك الأول لمملكة

بقرخان_المسلم الذى نشر الإسلام بحماسة فى مناطق قيرغيزيا_من المزارات المقدسة لدى المسلمين من مختلف القوميات الإسلامية.

*أما عن "الأوزبك "فترجع نسبتهم إلى الملك(أوزبك)

الذى اعتنق الإسلام..وقد تأسّست فى عهده المساجد

داخل مدارس ،لتحفيظ القرآن الكريم ،من أجل إعداد جيل من المُتخصصين فى الشريعة الإسلامية وأحكام القرآن.

*أما التتار..فقد اعتنق أسلافهم من البلغاريين الدين

الإسلامى فى القرن العاشر الميلادي،ولذلك أسّسوا

المساجد والمراكز الدينية الإسلامية.

ويتحلّى بعض المسلمين التتار بالنفوذ الاجتماعى،

ولذا يعملون على نشر الدين الإسلامي فى داخل

القوميات الأخرى..واللغة المنطوقة لديهم هى اللغة

التتارية ،ولها لغتها المكتوبة أيضاً والقائمة أساساً

على الحروف العربية.

*وقومية"دونج شيانج"يقطنون ولاية"لينشيا"التى

يُطلَق عليها"مكة الصينية"..وقد شهدت_نتيجة وقوعها على طريق الحرير القديم_تدفُّق العشرات

من الأئمة الذين جاءوا إليها من آسيا الوسطى لنشر

الدين الإسلامي،وبرز المئات -فى تلك المنطقة- من أهل الفقه والعلماء المسلمين..وتتميز ولاية"لينشيا"

بالطابع الإسلامي الفريد،وتضم لفيفاً من الباحثين

والدارسين المتخصصين فى العلوم الإسلامية،فكانت

بحق المركز الرئيسى للدراسات الإسلامية فى الصين

..كما أنها احتضنت المسلمين الفارّين من اضطهاد الأُسَر الحاكمة فى الصين عبر القرون.وقد اعتنقت

قومية"دونغ شيانغ"الدين الإسلامي منذ ألف سنة

تقريباً،وكان منهم المتصوّفة الذين دعوا لاحترام

الأولياء والشهداء وزيارة قبورهم .

***عمّا قريب سينتشر الإسلام فى كل بقاع الأرض،وتكون له الغلبة فى كل مكان..ولكن بالدعوة

إليه بالحُسنى واللين والرفق ،لابالتهديد والعنف والغلظة.بالقدوة الحسنة والسلوك الأخلاقى الذى حثَّ عليه الإسلام..فأحفاد جنكيز خان،الذين دمّر أجدادهم المدن الإسلامية وسفكوا دماءالمسلمين فى كل بقاع الأرض ،انقلبوا بنعمة من الله إلى مسلمين داعين للإسلام،فملأوا الأرض عدلاً وتقوى وعلماً...إنه نصرٌ من الله(يهدى الله لنوره من يشاء)

عليك بالدعوة إلى الله،وعلى الله الهداية(إنك لاتهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء).

ماعليك إلا البلاغ وعلى الله الهداية،وابدأ بنفسك أوّلاً.

_________________________

حامد حبيب_مصر. ٢٢_٦_٢٠٢١م


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *