أمـين الجـرادي
أَنا لَا أُشَكِلُ أيُّ خَطَرٍ عَلَى هَذا العَالم،
وأمْقَتُ
مُصطَلَح "islamophobia"..
أنا
لَا أُخطِطُ لِعملِ هُجومٍ إِرهَابِي
ولَا
أحمِلُ مُتَفجِرِات،
ولا
أدُّسُ اغراض مشبُوهة في أمتعتي..
مَازلتم
تجهلون كم من الورد يُزهرُ دَاخِلي كُل يَومٍ
وأنا أُسقِيه هَذَا البَيَاض..
مَازلتم
تَجهلون عِشقِي لِلحَيَاة
عِشقِي
لِصَوت "شَكِيرَا"
وألحَان
"كَاظِم السَاهِر"
وأفلام
"جَولِيَا رُوبرتِس" الرُومَانسِية،
وشَخصِيَة
"مُصطَفَى سَعِيد" في (موسِم الهِجرَة إلى الشَمَال)،
وأَحلمُ
بالرَقصِ دُونَمَا انتِهَاء مع حَبيببتي
فِي
صَالَةٍ واسَعة تَنبَثِقُ مِنهَا مُكبِرَات الصَوت
وتَتَوزعُ
فِيهَا الأضْوَاء
والنيون...
دَعُوكُم
مِنْ تَفَحُص هَويتِي
والعَبثُ
بِأَمتِعَتِي
أكْرهُ
دُخُول المُعتقل دُونَما سَبَب
كِمَا
لا أستطيعُ أَنْ أنفخ قَلبي
لِيُصبِح
بِحَجم بَالُونٍ صَلب لا يَنفَجِر،
أو يَتَحَمَّل طُول الوقت وجَلسَاتِ التحقيق،
وأنا
أُفكِرُ استِحَالة العودة لحبيببتي وُمُشارَكَتها الرَقص..
لَيسَ
ثَمَّة أَفكَارٍ أَو رُؤى تَجمَعُني بـ "ابن لَادِنْ"؛
أَحلمُ بِأن أُشَارِك في مُسَابَقة (آرب آيدل)،
أشـحنُ
رُوحِي بِالمُوسِيقَى
أََعِيشُ
المُتعَة،
وأتَوحَدُ
مَع الجَمال،
وأكتشِفُ
ألوان عَينَّي "نَانسِي"
وأُطلِقُ
صَوتِي في الفَضَاء الرَحب على مَتنِ عُصفُورٍ مُغرِّد لِيُعَانِق قَوسَ قُزَح،
"وابن
لَادِنْ" هذا الأَبلَه يَحلَمُ أن يُبعثِرَ لَحمَهُ المُحتَرِق فِي الهَواء..
أَبِي
دَائِماً كَانَ مَعَ رَغَبَاتِي،
وَأُمِي
كَذَلِك،
والفَتَاةُ
التي أَحبَبَتُهَا نَزعَت المُضْغَة الفَاسِدة مِنْ قَلبِي
وَوَضَعَت
مُضْغَتَها الخَاصَة
كَي
لَا أَمُوت..
لَم
يَسبِق وأَنْ حَدَثني أَبِي عَن هذا الأَبلَه،
الذي
يُريد أَنْ يَمُوت دُونَمَا ثَمن،
حَتى
فِي ذلك اليوم الأسود 11/9
كٰنتُ
لا أزال طِفلاً
لكني
سَمِعته يَشتُم الإرهَاب
ومَن
خَطَفُوا الطَائِرات
وقَتَلوا
الأبريَاء..
ويَلعن
من وقَفوا خَلف الكَامِيرات
لِينقلوا
البث الحَي...
أمَّا
أنا فَقد أبكَانِي
مَشهد
الرجل الذي احترق وهو يُهاتِف زوجته قبل أن يُنهِي جُملتة الأخِيرة "سَأعود
بَعد قَليل".
قَال
لي أبِي فِي ذلك الوقت،
وهو
يواسِيني
إن من
قَامُوا بِهذا الفعل
لم
يكونوا هُنا اليوم،
وَلَمْ
يَحضُروا مَعَنا صَلاة الجُمعَة
وَلَمْ
يَستَمعُوا إلى الخَطِيب..
رُغمَ
ذَلِك كُنتُ أَعرِف أَنَّ أَبِي يُؤمِنُ بِحَقِ الإنسَان فِي الحَيَاة
دُونَ
الإلتِفِات إلى الشَعَارَات الزائِفَة العَابِرة لِلقَارَات
أو
تِلك المَحشُوة فِي وَسَائِل الإعلام
أَو
حَتَّى فِي خِطَابَاتِ الدُول الكُبرَى..
كَبِرتُ،
ومَاتَ أَبِي
وعَرفتُ أَنَّ ثَلَاثَة آلِاف شَخص فِي eleven/9
لَا
يُسَاوون مَلَايِين البَشَر القَتلَى والمُصَابِينَ والمُشَرَدِينَ
فِي
العِرَاق وسُورِيَا وأفغَانِستَان واليَمَنْ...!!
مَنْ
هُمْ مِثلِي يَستَحِقُونَ الحَيَاةَ، والحُب، والجَمَال
والرَقص
عَلَى لَحنٍ مَلَائِكِي...
#أمـين_الجـرادي
8
يونيو 2021