وديع أزمانو
المغرب
الأماكن المفتوحة كاذبة
..
قلتَ لنفسكَ : الأماكنُ المفتوحةُ
كاذبةٌ
فهي لا تشبهُ قلبكَ و ذراعيكَ
لا تشبهُ غُرفتكَ بنافذتها المُغلقة
حيثُ ينفتحُ العالمُ ، كوردةٍ
في فمِ الليل
قلتَ : الأماكنُ الضاجة بالحياة ؛ في مراكز التجارة ، في مطاعمِ
"ماكدونالد" ، في محطاتِ الحافلة ، في محطات القطار ، في مواسم الاصطياف
، في الشواطئ صيفا ، في مراكز النقابات ، في فناءِ المدارسِ ، في ساحاتِ الغناء ،
في مواسمِ التزاوجِ و أعراسِ الموت و مزاراتِ الأولياءِ ومواكبِ السلطانِ ،
لا تناسبك.
قلتَ : هذه الأرضُ أصغرُ من كتابٍ
وأوسعُ من قصيدةٍ
لكنَّكَ تمقتُ الرسائلَ
والظرفُ الذي تحملهُ جثَّةُ الريحِ
تعفَّنَ في الأنفاس
شرحتَ للمُخبرِ ؛ أن رسالتكَ واضحةٌ
أن دمكَ واضحٌ
أن شتائمكَ واضحةٌ
أن وجهكَ واضحٌ
وهو ما يزالُ يطبخُ سيرتكَ ، ببهاراتِ المجاز
قلتَ : الرَّحمُ أخصبُ اتساعا وانفتاحا
الحبلُ السٍّريُّ ، أشدُّ متانةً و رحابةً
والأسنانُ اللّبنيَّةُ ، أرحمُ
وها أنتَ كما أنتَ ، تشيخُ في الطُّفولةِ
تبكي ،
إذا رأيتَ جنينا ينتفضُ في بطنٍ
تعوي ،
إذا بطنٌ ، وضعت
كنتَ تصرخُ كقبيلة بدائية ، تنفرُ كأفراسٍ جامحة ، وتسقطُ
كحَلَمَةٍ ناشفة
كلَّما اشتعلَ صُراخُ وليدٍ
في صمتِ القبور !
........