الصديق الجميل
دعيد صالح
..
كيف جري بنا الزمن
ونحن نعد إفطارنا علي
عجل
ونكمل أحاديثنا
المبتورة في الباصات
ونحن نجري للحاق بموعد
العمل
الذي لا يعجب السادة
دائما هناك ملاحظات
وخصومات
كي نلهث طوال الوقت
لتدبير احتياجاتنا
بمزيد من الرقص في
الحلبة
كم من الرفاق سقطوا
ومن أقعدته جلطات القلب
والدماغ
ومن ضربته عربة طائشة
وهو يتعجل المرور
فتخلف عن موعد القطار
الذي خرج عن القضبان
واندفع للهاوية
كيف لم أفطن للصغيرة
التي لوحت لي
بكفها
وأمها تجرها
كي تلحق بقبر أبيها
لتشتكي له لعبها
وافتقادها تكشيرته
الضاحكة
كيف أسلم النهر ماءه
للبحر
والتقمته العواصف
والأمواج التي اندلعت
كحريق هائل
كتسونامي يقتلع الشواطئ
ويلتهم السفائن
والفنادق
والعشاق في شبق
الاحتدام المثير
كيف طار القلب وحده في
انشطار الجسد
في اشتعال الجحيم
في أوار النعيم المقيم
وهو لا زال يخفق
لا زال الدم والشرايين
في معجزة الهلاك
والتحقق
ملاك يطير
وعصفور يزقزق
فوق صارية لقارب معلق
فوق صخرة للخراب الجميل
