النيل العظيم
حامد حبيب
ويبدأ النيلُ رحلته
من الحبشة مشتاقاً إلى أرض مصر، وينجح فى حفر مجراه وتعميقه بواسطة التعرية
النهرية متجهاً نحو الشمال وفقاً لميل الأرض
شاقّاً طريقه بين الصحراء ليصل إلى محبوبته مصر.
ويعود فى رحلته الثانية حاملاّ معه الرواسب من الرمال والحصى والطمى،
ويُكوّن لنفسه مجرىً أعلى
من مجراه الأوّل ،ويكوّن فى نهاية المطاف تلك الأرض المُنبسطة المثلّثة
الشكل التى أطلق عليها الإغريق إسم "دلتا"لأنها تشبه أحد حروفهم
الهجائية
_وقد قال
العرب قديماً ،أنّ النيل ينبُع من قُبّة فى
الجنّة ،مع عدد آخر من الأنهار..وهو معنى يرمز لما يجلبه النهر من الخير
العميم لأبناء وادى النيل،وهو
امتدادٌ القديس القُدامى لنهر النيل تقديراً وصل لحد العبادة.
_ويبدأنهر
النيل جنوبَى خط الاستواء بثلاث درجات
من هضبة وسط أفريقيا التى ترتفع أربعة آلاف قدم
فوق سطح البحر،ويتّجه شمالاً نتيجة انحدار الأرض
حتى يصل إلى البحر الأبيض المتوسط على بُعد
(٢١,٥ درجة )شمال خط الاستواء .
_ويبلغ طول
نهر النيل (٤١٥٧ ميلاً) ،وبالتالى ،فهو
أطول أنهار الدنيا...وهو ينبُع من بحيرات خط الاستواء(فيكتوريا) والتى
تُعتبَر بدورها خزّاناً كبيراً
للمياه التى تُصَب فيها من عديد من النُهيرات،وأهمها:
نهر كاجيرا.
_ويُسمّى
النيل فى أوّل مراحله بنيل فيكتوريا ،وعند وصوله إلى بُحيرة "البرت
نيازا"التى تمُدّه ببعض المياه،يصبح اسمه بحر الجبل ..ثم يتّصل به من الشرق
بحر السوباط الذى ينبُع من الحبشة،ويُسمّى
النيل بعد ذلك ب"النيل الأبيض"الذى يؤلّف ٢٧ من موارد النيل طول
العام...وعند خط العرض السادس
عشر وعلى بُعد ١٣٠٠ميل من البحر،يلتقى من جهته الشرقية بالنيل الأزرق الذى
يجلب إلى النيل مياهه
الغزيرة...وبعد مائة وأربعين ميلاً ،يصُبّ فى النيل من جهة الشرق ،نهر
عطبرة،الذى يمُدّ النيل بمياه
شمال غرب الحبشة....ثم يتعرّج النيل فى شكل حرف s وسط صحراء
قاحلة...وبالقُرب من أسوان
يعترض النيل شلّاله الأوّل المعروف ب"شلّال أسوان
حيثُ أُنشئَ السد العالى،ويسير بعد ذلك بطيئاً نسبياً
لقلّة انحدار الأرض والاتحاد سرعته تتجاوز ثلاثة
أميال فى الساعة...وأقصى عرض للنيل فى مصر
هو ألف ومائة ياردة، وذلك فى موضعَين فقط على طول مجراه ...وقبل أن يصل
لنقطة تفرُّعه ، يقع
خارج واديه ،وعلى مسيرة بضعة كيلومترات من حافّته الغربية، إقليم منخفض
الفيوم.
_وعلى بُعد
نيّف ومائة ميل من البحر، يتفرّع النيل
إلى عدّة أفرُع، بلغت فى فترة من الفترات سبعة
أفرُع ،حتى كان يصب بعضها فى البحر الأحمر وقت
طُغيان الماء على شمال مصر، ولم يبقَ من فروع النيل سوىةفرعين ،هما: دمياط
و رشيد.
_ويمتاز نهر
النيل بأنّه أطول أنهار الدنيا على الإطلاق ، باستقامة مجراه الذى لاينحرف عن الخط
المستقيم إلاّ مرّتَين.
_لقد جعل
النيلُ حياةَ مَن يعيشون على شاطئيه تعتمد اعتماداً كاملاً عليه،فألّهوه
وقدّسوه،ممّا جعل
(هيرودوت)يقول :"أنّ مصر هبةُ النيل"وتخلد على مرّ الزمان كلمتُه.
★ وبكل وسيلةٍ ممكنة
، وبدمائنا وأرواحنا ...
سنحافظ على ذلك الذى شقَّ المَدى عبر آلاف الأميال
ليحافظ على وجودنا ، فيسقينا ويروى زرعنا، ويكون أهم مقومات حضارتنا عبر
الزمان..ألّا نسمحَ لأحدٍ أن يحبسَه عنّا..إنه يجرى مشتاقاً إلينا عبر الزمن ، عبر
آلاف السنين ..عبر آلاف الأميال
★النيلُ = وجودنا
فإمّا نكون أو لاتكون
★ فى قرار
"إمّا الحياة وإمّا الموت" نحن معكم
خذوا القرار...فكلنا فداء هذا البلد
النيلُ حياتُنا
____________________
حامد حبيب_مصر.
١٠_٧_٢٠٢١م
