كيف ينطفئ المرء؟!!!
نسرين حرب
إنّ النار العظيمة
المتأججة ، تحتاج لسقف عال وسياج واسع ، يحتويها ويذبُّ عنها الريح العاتية ،
والأمطار الغزيرة ، وغضب الطبيعة الذي سيتقاذفها على كل حال . وقس على هذا طاقات
الإنسان الفذّة حين لا يصونها ويلقمها بما يبقيها حية وقوية ومعطاءة ، فيهدرها
بغير وجه حق ، تحت مسميات متعددة ، كالانشغال بالماضي القاسي والحزين ، و التأثر
بآراء الآخرين ونظرتهم له ، وانتظار كلمات الشكر والإطراء من الجاحدين ، وتحيُّن
نظرة عطف أو رضا لن تتحقق ، حين يرسل الكثير ولا يستقبل شيئاً حتى يظن ان ما يقوم
به واجب عليه لا يجوز التأخر عنه ، ويأتي لنفسه بمبررات جاهزة اسمها التضحية
والإيثار وشكر النعمة ، وتقديم المعونة لمن يستحق أو لا يستحق . ألمهم أنه رهن
الإشارة وعلى أهبة الاستعداد ، والحديث ذو شؤون وشجون ، يا سادتي .
وهكذا يتحول المرء إلى
كيان مستنزف ، قد سيء إدارة ضغوطه ، وترشيد طاقاته ، كائن ذو روح منطفئة ذابلةٌ
ماويَّتُه ، شبحٌ بلا ظل .
إنّ الانسان احترق
وتآكل وانطفأ ثمّ خمد ، بكل بساطة وبكل أسف ، حين توهم أنه شمعة .
✍ .. نسرين حرب
/لبنان