بسمة أمينو
🌹🌹
سألتُ بائعَ الخردة
سألتُ بائعَ الخردة أن يبيعني
صوتاً مستعملا
أكمل به أحاديث الشارع
أو وتراً قوياً أشدّ به
حنجرة الأيام
فهزّ ابتسامته الهشّةَ
في وجهي
وناولني خيبة
فرجوته أن أرهن عنده
رأسي
مقابل أن يفرط أناشيد بلادي
كلمة ، كلمة
علني استرجع وطني
الضائع بين الحروف
وأجبرُ خاطره المكسور
فعرض عليّ
أنيناً مباحاً يناسب
قلقي
وصراخا مستهلكاً أسد به
شهوتي
وقال بصوته الأجش :
بضاعة رائجة
ونصحني
بقفلٍ قديم لفمي
وحزامٍ جلدي
ألجم به عيني
مردداً على مسمعي :
/ضع رأسك جانباً /
بعد اليوم
لن تفرُكَ قلبكَ بنعلها
أحذيةُ الأحلامِ
المهملة
ولن تصفعَك تباعاً
أكفُّ المتسولين
جيبُك الخاوي الملتصق
بجلدك
سيغدو أكثر أمنا وانت
تغض كفك
عن إحراجه
بالأمس صادفت ماسح
الأحذية
طلبت منه أن يلمع وجهَ
مدينتي
ووعدته بتسديد ما يترتب
فصاحَ بي : هسسس
حيطانُ الهواء لها آذان
ثمّ ان ما بحوزتي من
طلاء لا يكفي لتلميع
حزنك
وما بحوزتك من
مال لا يكفي لطلاء نعلك
أحرجني ابن الحقيقة
إذ كيف أدق صدري وأنا
لا أملك
إلا ضلوعي وابتسامة
تصدقت بمعظمها على رصيف
خاو
ولم يبق لي منها إلا
رسمها الفارغ
في ملامحي
تباً له
لقد جعلني أتجشأ
كل خيباتي دفعة واحدة