عامر الطيب
🌹🌹
حيث أقف الآن
حيث أقف الآن
كان يقف عاشقان في غابر العصور،
حيث أمامي بناية عالية
كانت أمامها مقبرة صامتة ،
حيث قدمي تضغط
على العشب الذي جُزّ بإخلاص
كان أحدهما
يضع قدمه على قدم الآخر ،
حيث بدت السماء هامسة في البحيرة
كنا الثلاثة
ننظر نحو الأعلى!
♤
الموت لا يأتي أحد معه
أو بعده ،
يفرغ الجسد من الحب
تفرغ العينان من ملامسة الأحبة
تفرغ اليد من عظام الظهر
تفرغ المدينة مما لا يمكنني تسميتهم
ينحي الفتيان جثماني جانباً
و يغطون القصيدة الأخيرة في رأسي !
♤
حبيبتي القادمة
من المرافئ أو الكتب أو الغابات،
إنني موجود
في غرفة الأهل ،
لدي وقت صغير لأعرفك على عائلتي
و لدي انشغالات أخرى أيضاً .
لا يوجد داخلي
طفل أو قاتل أو فنان ،
لا توجد سوى بركة صغيرة
ومن أجل ذلك
فإنني أحتاج النجوم الساذجة في بعض الأحيان!
♤
في السيارة جلسنا
كفرخي بط حنونين ،
كانت السماء تمطر بعناية على وجهات المباني
و صوت الأغنية الأجنبية
يشق طريقه بالرغم
من عدم استيعابنا.
كنتَ منشغلاً بمسّاحة الزجاج الامامية
لاهياً عن الدموع التي تقع
كخرائط الأطفال على ثوبي !
♤
يقول لك الرجل
إنني أحبك لأن هذا ما يملكه
لا لأن ذلك ما يعنيه ،
بقول لك إنني أحتاجك
لأن هذا ما بريده
لا ما يحتاجه،
يقول أود أن ألمسك
لأنه يود أن يلمس شيئاً عابراً
من جسدك فقط،
يقول إنني طفلك
لأنه يحاول أن يلوذ بك كشبح شرس،
أو إنني معبودك
لأنه يرغب بتأليف صلاته اليومية ،
يطلب ضمك أمام الجميع
من أجل تشجيعكِ نحوه ،
ثمّ يغرس رأسه خلف كتفكِ
بالطريقة التي تدعه محجوباً عن الأنظار!
♤
تهربُ من مكان لآخر بحثاً عني،
شمعة منطفئة في أواخر هذا النهار ،
سماء ملطخة بالحمرة كشفتين ،
شوارع دون رسوم إيضاحية،
أنا الفتاة التي اختفتْ كجسد غريق ،
أنا الروح التي لم تعدها إلى هائمةً،
أنا قبضتك التي تضرب بها
خشب الدرج و بصيرتك الناصعة كحياة في قرية ،
ينبغي أن تبحثَ عني مثلما
ينسحب أحد من صحبته
و عند عدم وجودك إياي ستكون قد وجدتَ
الأوان الذي يشبهني!