واثق العبدالله
تنهيداتْ عند شَفة الكأسْ
إنّي للمرّة الأولى
أثملُ
للمرّة الأولى
أتساقطُ..
عند حافة الكأسِ
الأوّلْ
أتعلمينَ معنى أن يركضَ
رجلٌ
من ثمالتهِ
أتعلمينَ..
معنى أن يحطّمَ رجلٌ
كلّ السّاعاتِ ليعودَ
نحوَ..
..الزّمنِ الأوّلْ!
إنّي أحاولُ اختراقَ
متاهةٍ غريبةْ
أحاولُ أن أقتحمَ
الحبَّ..
بقلبٍ غير مسلّحٍ
أتدركينَ..
ماذا يفعلُ الحبُّ
برجلٍ أعزلْ؟!
منذ الزّمن الأوّلْ
تخلّيتُ عن موائدِ
الملوكِ
وعن كلّ القصورِ التي
أملكها
وعن كلّ ثرواتي
لأصير صعلوكاً
يبحثُ عن امرأةٍ تمنحهُ
الحبّ
وتمنحهُ الحرّيّةْ
نزعتُ عنّي كلّ أثوابي
ونزعتُ عن جسدي كلَّ ما
يكبّلهُ
ومزّقتُ هويتي
ونفرتُ من كلّ أشكالِ
التّحضّرِ
والتّطّورِ
لأعودَ بدويّاً
وبدائيّاً
وقمراً لا يتبدّلْ
محيتُ من على جلدي كلّ
بصماتِ
النّساءِ اللّواتي جئنَ
قبلكْ
ومحيتُ كلَّ آثارِ
القبلْ
لأصير ماءً
يبحثُ عن ساقيةٍ يملؤها
يبحثُ عن وردةٍ زرقاءَ
يُهدهدها
تحيا على طرفِ الجّدولْ
وأردّدُ اسمكِ مرّاتٍ
ومراتٍ
وأردّد أنّي أحبكِ
وأنّي أريدكِ
بكلّ ما أحملهُ من
نَزَقٍ
بكلّ ما أملكهُ من شبقٍ
أيا امرأةً تأخذُ قلبي
مروّدها
واللّيلُ لتتكحّلْ
ليعودَ اللّيلُ ثملاً
وجسوراً
يملؤني بشجاعةِ
الفرسانِ
ويملؤني باللامبالاةْ
ويمحي من داخلي
فكرةَ أنّها قد تكونُ
نهايتي
وأنّني قد أُقتلْ
واثق العبدالله