تَــذَكَّرْ كَيْفَ كُنْتَ..؟[المقطع 09]
عبد المجيد زين العابدين
بَيْنَ سَلْمَى الْمُشَاكِسَةِ وَأُمِّهَا
الْحَنُونِ
*سَلْمَى :
مُتَحَدِّثَةٌ عَنْ أَحْمَدَ بَعْدَ مُغَادَرَتِهِ مَكَانَهُ بِلَهْجَةٍ حَادَّةٍ
وشَرِسَةٍ :
لَأَحْمَدُ مَارِقٌ
عَنَّا جَمِيعًا **أَلَيْسَ كَذَاكَ يَا أُمِّي فَقُــولِــــــي ؟
عَرَفْتُهُ لَابِدًا
أَبَدًا صَمُوتًا **كَأَنَّهُ خَائِــــــفٌ مِــــنْ أَيِّ زَلِّ ؟
أَهَذاَ مَنْ رَجَوْتِ
لَدَيْهِ عَوْنًا ؟**"وَيَرْعَانِي بعَجْزِي وَذُلِّي "؟
هُوَ الْمَرْجُوُّلَا
أَحَدٌ سِـــوَاهُ ؟**وَغَيْرُهُ لَيْسَ يَبْقَى فِي الْمَحَلِّ؟
****************
*الْأُمُّ
:مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى اِبْنَتِهَا سَلْمَى غَاضِبَةُ حَانِقَةً :
عَلَيْكِ إِذَا
اِجْتَمَعْنَا بِالسُّكُـــــوتِ **وَإِلَّا لَا نُرِيــــــدُكِ أَنْ
تَحُلِّــــــي
لَأَنَّـــكِ فِي
الْمَجَالِسِ دُونَ فِكْـــرٍ **حَصِيـفٍ مُسْتَقِيـــــمٍ دُونَ زَلِّ
أَلَــيْسَ مِنَ
الضَّرُورِي أَنْ تُصِيخِي ؟**إِلَيْنَا قَبْــــــلَ أَنْ تُدْلِي بِقَوْلِ؟
فَقَوْلُكِ لَاذِعٌ لَا
خَيْرَ فِيــــــــــــــــهِ **وَشَرُّكِ حَاضِرٌ مِنْ دُونِ مِثْلِ
************************
*سَلْمَى
:مُتَوَدِّدَةً لِأُمِّهَا مُتَظَاهِرَةً
بِفَدَاحَةِ خَطَئِهَا أَمَامَهَا وَرَاجِيَةً الْعَفْوَ مِنْهَا:
أَنَا يَا أُّمَّ سَلْمَى لَسْتُ أَعْنِي
**بِقَـــوْلِي غَيْرَحُبِّي لَكِ مَنْ لِــــــــــي؟
لَأَنْتِ الْخَيْرُ
كُلُّ الْخَيْرِ عِنْدِي **وَأَنْتِ الْفِكْرُ وَالْقَــــــلْبُ
الْمُسَــــــلِّي
تبَاكَتْ وَقْتَهَـــا
ذَرَفَتْ دُمُوعًا **فَأَبْكَتْ أُمَّهَــــــــــــــا دَمْعًـــــا كَطَلِّ
وَشَاءَتْهَا تُقَلِّلُ
مِنْ بُكَاهَــــــــــــا **وَتَمْسَحُ
دَمْعَهَــــــا مِنْ بَعْدِ
سَيْلِ
************************
*الْأُمُّ
مُتَوَجِّهَةً إِلَى اِبْنَتِهَا سَلْمَى بِكُلِّ لُطْفٍ :
سَرِيعًا مَا
تَسَرَّعَتِ الرُّكُوعَ **أَمَـــــامَ الْأُمِّ فِــــــــــــــي حُبٍّ وذُلِّ؟
تَقُولُ لِأُمِّهَا:
مَنْ غَيْرُ أُمِّي ؟**أَلُوذُ بِــــــــــــــــهَا وَمَا تَعِبَتْ بِدَلِّي
إِذَا بِالْأُمِّ
تَحْنُو فِي حَنَانٍ **تَمُــــــــــــــدُّ يَدًا لِسَلْمَى كَيْ
تُسَلِّـــــــي
تُرَبِّتُ ثُمَّ
تَقْرِصُهَا بِخَــدٍّ **لِسَانُكِ يَا سُلَيْمَى
مِثْــــــــلُ نَبْـــــــــــلِ؟
********************
*سَلْمَى: بَعْدَ أَنْ
أَحَسَّتْ بِرُجُوعِ ثِقَةِ أُمِّهَا فِيهَا:
فَمَا قَــدْ كَانَ
مِنْ طَبْعِي عِدَاءٌ **تُجَاهَ أُحَيْمِــــدٍ فِيمَا بَــــــــــــدَا لِي
وَلَكِنْ شِمْتُ مِنْهُ
كِبْرِيَـــــــاءً **غَرِيبًـــــــــــا لَا يَدُلُّ عَلَى التَّحَلِّـي
بِطَاعَةِ أُمِّنَا فِي
كُلِّ وَضْـــــعٍ**بَلَى أَبْــــــــــــــدَى أَخُونَا طَبْعَ نَذْلِ
أَلَيْسَ كَــــذَاكَ
يَاأُمِّي وَحُبِّي؟ **لَأَنْتِ مِنَ الْغَوَالِي ثُمَّ فُـــــــــــــــلِّ
عبد المجيد زين
العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ السبت السابع(07) من ذي الحجة سنة ثنتين
وَأَرْبَعِينَ
وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ هِجْرِيًّا الْمُوَافِقِ للسابع عشر
(17) مِنْ جويلية (=يوليو
) سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَلْفَينِ (2021)