نبوءة
رند الربيعي/ العراق
أَعرفُ أنّي أُلاحِقُ
الزمنَ البعيدَ الذي مَضى،
و الزمنَ الذي
سَيأتي...
بِأحلامِ الخريفِ،
أثِقُ أَنّني سَأَحصُدُ
سنابلَ عِشْقي
حتى وأنا في دياجيرِ
الظلامِ،
وَسَأَزْرَعُ بذورَ
صَبْري في بستانٍ بِقلبِكَ الغابةِ
عِشْقي يَفضحُني
كما البدرُ حينَ لا
تَحْجبُهُ الغُيومُ...
ها أنا ذا أحاولُ السحق
على قلبي
أَضَعُ قَدَمي فوقَهُ
فأراه عُشْبَةً في
الأرضِ؛
تَتَفَجَّرُ
اِخضرارًا...
أحاولُ بِمِنْجَلِ
الكلماتِ أنْ أَطْمرَ السنين التي خَبَّأْتُها
فأجِدُها تَتَنَبّأ بِمَجيئِكَ
كُلَّ لَيْلَةٍ!
لَقَدْ تَأَخَّرْتَ
طويلاً يا صديقي
وَصِرْتُ أُبَرْقِعُ
اِبتسامَتِي التي شَحبَتْ؛
فَتَتَسَلَّل منْ قلبي
المُرْتَعِشِ... جَذْوَةٌ مُلْتَهِبَةٌ
تَتَوَكَّأ على أيامٍ
خَلَتْ إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ...
كَتَبْتُكَ شوقاً
بأصابعي في الهواءِ الطَلْقِ،
ورغم وَجَعِي؛
مازلتُ أَكْتُبُكَ في
تفاصيلِ ما بَقِيَ منْ الأيّامِ...
و لأنني أنثى؛
فأنا لا أُجيدُ سوى
حِرْفَةَ الصَمْتِ،
ولا أُتْقِنُ إلّا..
لُغَةَ الحُزْنِ التي تَسْتَرْخي كَلماتُها على ضفَتَي شفتيّ
وحدَهُ الحزنُ
عَلَّمَنِي
أنْ أَكتَبَ إليكَ
شوقاً
وأَرتَشِفَ مُفْرداتِ
عِشْقِكَ قبلَ أن يُؤسرَ قَلبي لِعُبوديَّتِكَ...
ها أنتَ ذا آتٍ
وإنْ كُنْتُ أَقْضمُ
آخرَ ما بَقِيَ منْ أنفاسيَ.