محمد حبشي / مصر ..
تساؤلات كائن سريالي ،
يعيشُ في أحلام
اليقظة ..
——————
.
.
1- ماذا تنتظر ، من طفلٍ أرضعتهُ الشمس
،
لمدة حولين كاملين ،
جميع ألوان
الطيف ،
إلا أن يطلقُ صرختهُ الأولى ،
في وجه
" ادفارت مونك " ،
والثانية في وجه العالم ،
عندما رسم بفرشاةٍ ملوثة بالدم ،
لوحته السريالية ، للشرق الأوسط الجديد
..
.
.
2- ماذا تنتظر ، من شابٍ فقد لحظة
الميلاد ،
ثدي أمه ، ساقَهُ في الحرب ،
إلا أن يسكبَ
على ورقةٍ بيضاء ، كوباً من حليب ،
أن يرسمَ
على الأسفلت ،
قدماً مبتورة ، تعدو خلف عربةٍ مجنزرة ،
ذراعاً تتسلقُ رفاتِ النخيل ،
تعانقُ فَتاةً تصلي كل يوم ركعتين ،
أمام قبر
" أندريه برايتون " ،
على أرواح الأسماكِ النافقة ..
سمكتين
كلما شعر بالجوع ،
تنزفانِ دماً على مائدة الطعام ،
وهما تؤديان
التحية العسكرية ،
ل " أندريه ماسون " ، بدلاً من
البسملة ..
.
.
3- منذُ إنهاء دراستي الجامعية ، وأنا
أقف بامتياز ،
مع العاطلين في طابور الجمعية ،
كي أحصلَ على كرتونة بيض ،
نسى " ماجريت "
أن يلونها ،
قبل أن يضعها للصِغَارِ على الطاولة ..
منذُ إنهاء خدمتي العسكرية ،
مازلتُ
أزرع في جمجمتي الألغام ،
المضادة لخلايا
الذاكرة ،
أفجر رأسي بالريموت كنترول ،
للقضاءِ عن بُعد ،
على الأحلام
المارقة ،
التي تجتاحني أثناء النوم ..
.
.
4- منذُ أيقظتني الكوابيسُ من الموت ،
وأنا أعيشُ
في أحلام اليقظة ..
أستأجرُ في ( مساكن الرغبة ) ،
من " سلفادور دالي "
غرفةً
فوق السطوح ،
كي ألعبَ مع بنت الجيران ،
عريس وعروسة ،
لأمارسَ
مرةً في الحلم ،
مع قطة " شرودنجر " الخطيئة ..
.
.
5- ماذا تنتظر ، من رجلٍ تجاوز الستين
بخييبتين ،
مازال مصلوباً على الجدار ،
يعانقُ صور الموتى ،
لم يفتح نافذةً
للضوء ،
أو يحاول القفز من إطارهِ الخشبي ..
من شيخٍ طاعنٍ في السن ،
مازال بعد عقودٍ
من الغرق ،
يبحثُ في قاع البحر ،
عن سفينة نوح ،
جنية لا تشبه " كونداليزا رايس " ،
تنعشُ ذاكرته ب قبلة ..
إحدى ملكاتِ
الجن ،
تعصمهُ ب نهديها من الموت ..
حورية من حوريات
الجنة ،
تقيمُ فوق مقبرته ، حلقاتٍ للرقص ،
تشاركه سباقات الماراثون ،
للفوز ب وجبةٍ
ساخنة ..
تبحث في شوارع المدينة ،
عن جوادٍ يُشبِهُني ،
كي تطلق
عليهِ ،
وعلى " چين فوندا " الرَصَاص ..
محمد حبشي / مصر ..
( 4 - 7 - 2021 ) —
5:15 صباحاً ..