جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

هيثم الأمين

قصيدة مسروقة

ــــــــــــــــــــــ

لا أصلح أن أكون شاعرا؛

فالشّعراء،

كما الفزّاعات،

يجيدون الوقوف في حقول المجاز

حتّى لا تسرق طيور الصمت الثرثرة من سنابل القصيدة

و أنا.. رجل لا يجيد الوقوف

على قلم واحد !

الشّعراء يحبّون اللّيل

و يتسكّعون في الحانات و في النّساء

و في الصّباح،

يذهبون إلى الحياة برؤوس ثقيلة

و بقلوب خفيفة كريش الحمامْ

و أنا.. لا أملك ليلا واحدا لأتسكّع فيه

لأنّي أنام، دائما، كلّما قبّلتني كأسي الثّالثة

و قبيلة النّساء التي أحبّها؛

في أقصى المسافة،

لا شرفة لصدرها أجلس فيها لأشرب قهوتي

و كلّ نوافذها معصوبة الزّجاج

و في الصّباح، لا أذهب إلى أيّ مكانْ !

لا أصلح أن أكون شاعرا؛

فالشّعراء يجيدون تقمّص دور المدينة

و يتقنون مهنة "ميناء"

و أنا

كلّما تَعَلّمْتُ رصيفا

أنسى

أبجديّة الأبواب

و لا أملك شهادة "سفينة"

لأمتهن مهنة "ميناء" !

الشّعراء

يحلمون، دائما، بالضّوءْ

و يرسمون مياهً صافية في مجرى النّهرْ

و أنا.. مازالت تطاردني العتمة، في كوابيسي

و كلّما ملأت مجرى النّهر بالماء

أغرقوني فيه

فيصير الماء بلون جثّتي !

أنا...

لا أصلح أن أكون شاعرا؛

فالشعراء يكبرون كما الأشجار

و أنا

كلّما حاولت أن أصير شجرة

حاصرني الخريف و الحطّابون...

الشّعراء يكتبون

بأصابعهم، بدمائهم

و بالأغاني التي سمعوها من العابرين

و أنا

ولدتُ بأصابع مشنوقة

و دمي.. رجل غريب لا يجيد لغتي

و العابرون

عبروني بكلّ صمتهم حتّى لا يثيروا ثرثرتي الحزينة !

أنا لا أصلح أن أكون شاعرا

و هذه القصيدة وجدتها نائمة في جيب معطف رجل كان يحلم أن يكون شاعرا

فنسبتها لي...


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *