القصائد الحلوة
عبد الرزاق الصغير
هي
القصائد الحلوة
هكذا
كالنساء العابرات في المقاهي
والمراسي البعيدة
دون مناديل ورقية ، خبرة و مكياج
بلا حقائب
ودفاتر عائلية
***
لست بحاجة الآن لتلك الصور
والمجلات القديمة
أنسخ عليها قصائد فاضحة
ولا تهمني المقاعد التي تشغلها
النساء في عمق الحديقة
و لا السلم الطويل الى شارع الحرية
المنهدة الحمراء في الفترينة
تلك الأفكار بالأبيض والأسود
ارداف الممثلات في قاعات السينما
كل تلك السنين المقعرة
مسكنات الألم
الضيق
طعم النعناع في معجون الأسنان
لا يسر إلا بعد عسر
لا يدخل خيط من غير أن تهدأ الإبرة
جناح عصفور أو جناح بعوضة
لايهمني من باع
أو اشترى
تنبيه
ممنوع لأقل من 18 سنة
***
ليس هناك ولا عصفور فوق الشجرة اليابسة ، ولا امرأة في المحطة البدائية
بين عمال اليومية
ولا زهرة على طاولة البلاستيك في البلكونة العتيقة
ولا رصيف في هذه القصيدة
ليس هناك نافذة زرقاء
ولا واد كواد السين أو النيل
ولا عمود كهرباء
وكزاسي من الباطون
ولا مطر
ليس هناك شجر
ولا نساء
ولا شر
ولا خير
ولا شعر
***
أنا
لم أدفع بالتي هي خير
كما لم أصر على حبي
يوم إعترافي
ولم أراجعها رغم الكلام الذي في عينيها
لم أوقف خلخلة رأسها الطفيفة
لم أدفئ يدها الباردة في قلبي
لم أمسح الدهشة كدمعة من عينيها
لم أصنع أو أفتعل صدفة ألقاها فيها
لم أكتب لها رسالة أنتف فيها حبي كزهرة برية
لم أصر على حبي
حين أباغت نظراتها الخفية
أنا
لم أدفع بالتي هي خير
في حين صدفة نسرق النظرات ونحن نتقاطع
في رواق بازار
أو مكتبة
***
لا لم يك في خاطري
وصف مفرمة جزر ولحم قصائد لازالت فتية ، لا اعرف تلحيم أو إستبدال شفرتها
المكسورة بأخرى جديدة
ليس في خاطري الآن شجرة معوجة
عطشانة بجانب محطة الحافلة
طفلا يجر دلو زيت
يمثل كأنه شاحنة صهريج
إطار باب مكسور
مرمي عند مدخل العمارة
لم يكن في خاطري نهدا متوسط الحجم
كتفاحة حمراء كبيرة
سكة حديد
و قطار قديم وحقيبة يد
أو محفظة
معلما بمئزر أزرق
طول حياته يعيد بالطبشور على نفس السبورة
كتابة نفس الألف المعقوفة
بنفس المسافات
كهلا أراه من نافذة القطار البطيء
يخرج حمارين من حقل قمح
سحابة ربما شكلها دخان القطار
صبيحة لم تفتح بعد
عبد الرزاق الصغير الجزائر