بعد ألفِ خيبة
مها ريا
بعد ألفِ خيبة، و مئةِ موت ، رأيته بساقٍ واحدةٍ يعبر نهرَ
الدّموع ، يلتقطُ مفاتيحَ أملٍ كنتُ رميتها
لتنجيني من الحياة.
على كتفيّ الطّريق اسْتندنا
، هو يقشّرُ بقايا الموت، وأنا أجمّعُ ماتبقّى من نثرات الرّوح في جوف الحياة…
العائدون من الحرب في
جعباتهم آلافُ الحكايا، يتقنون إنباتَ
الحياة من جوف الصّخور.
على ضفّتي الطّريق ،
الأرضُ متّشحةٌ بالسّواد…
قلت :
هنا ذاتَ يوم …
دَوزنَ النّورَ على الغصن كنارْ
فاسْتطالَ و استدارْ
وتموّج في المدى !
مَن رمّدَ مرفأ الطّير
و مزمارَ الصّدى؟.
قال :
عودُ ثقابٍ هامَ …ثمّ
ارتعشَ
معَ هبّةِ
الرّيحِ …انتشَى
لو عُبِّدَتْ تلك
الطّريقْ
في الشّوكِ ما كان مشَى !
بساقٍ واحدةٍ لايستطيع
أن يجري سباقاً مع عود الثّقاب .
رأيتُه وهو ينجو من
الحياة،
قبل أن ينطفىءَ بريقُ
عينيه ، قرأتُ على آخر شعاعٍ منه:
بعد صيفٍ قائظٍ
لا بدَّ أن يأتي المطر
!
لا تَملّي…
مهما طالَ الانتظارْ
في جيوب الرّيحِ يوماً
كنتُ
خبّأتُ
البِذارْ ! ٠