انتفاضة
أفين حمو
هذا الصباح سمعت غناء
من عصفورة
كان لحنا حزينا
أرادت أن تغادر
أمسكت بها لم أدعها
تفلت
انتفضت العصفورة صارخة
أمسكت ياقتي ولطمتني
لا تتغابي كدت أن
تخنقيني
لابد أن شيئًا ما قد
حدث
بعد انتفاضتها
تحولت العصفورة إلى سرب
كدت أن أمسكهم لكنهم
اختبؤوا في مغارة
إنه الموسم الثاني لي
كنت مشدودا لرؤية تثاؤب
البيوت
جيوب العمارات
كنت مستقيما
غير مبالٍ
مستمتعا بشم الرمال
الباردة
وروائح الصبر
حتى وقفت تحت قدمي
و اذرعي
وعلى البيوت والرفوف
الموجودة فوق راسي
أسراب العصافير الغاضبة
كانت الانتفاضة
استولوا على أعماقي
وضعوا داخلي أصوات الشك
لم يدعوني أسكن داخل
الهدوء
دخلوا لجج أعماقي
الهائجة
يسألونني أسئلة مجنونة
بدأت اعترف لهم
بتفاهة الحياة وتفاهة
الموت
تفاهة الأزهار والرمال
فاحت رائحة الحرب
والموت
فرقعات الرصاص وشظايا
القنابل
الإبنية بدأت تسقط من
طولها
أيقنت أن الشيطان خرج
من الجحيم
تلاشت البيوت أمام
ناظري
والدخان يدخل عيني
سقطت من الفردوس للجحيم
نصف جسدي كان مهرجا
النصف الآخر كصندوق
نفايات
فرت الحشرات
العصافير
والكائنات الصغيرة التي كانت تسكن راسي
يا الله !!
أهذا راسي
أم بالوعة قذارة
بدأت أحترق
يخرج من عيني الشرر
بغتة إسمع صوت طفل
ينتزع غصنًا من أذرعي
يحولني نايا فأغني
لاتحتاج الشجرة لجبل
لتظهر للعيان
ولا لبستان لتزهر
كان جسدي لغة
ورأسي وطنًا
جسدي تركته للجحيم
هربت بذراعي
مع كل هزة ريح تتدحرج
ذكريات
ومع النسيم البارد
تخرج الحروف والكلمات
من ثقب النفق
بالدم البارد ليتعلمها
قلم يرن كجرس
يهبط درج المخيلة
بدأ بمطاردة المشاهد
ولم ينته
إلى الآن
افين