مريم الأحمد
لو كان الفم على شكل قدم!
لو كان الظهر غربالاً،
بكثير من طيور القاق !
لو للعين رمش وحيد
جامد!
لو للقلب باب خلفي
لتهريب الندم دون المساس بحشرة الكرامة السوداء!
لو للغصة طعم آخر لا
يتعرفه بلعوم الانكماش الهزيل.
لو للموت شمس برتقالية
آخرى أشد وهجاً..!
لو كان لأبي لسان يصرخ
بوجهكم أيها السفلة!
لو كان لجدي ذرة تمرد
على الظلم.. لما دفن أبي حياً كرمى اللقمة.
يا بلد القساة، كيف
أراك؟
كيف أستطعم سفرجلتك
المدوّدة؟
لو كان للدمعة لون آخر
كالأحمر مثلاً..
لو كان للحرقة جناحان و
سماء أخرى غير حنجرتي..
لو أني أدفش للأسفل
عربة السجن...
و ماذا قد تحمل عربتي
سوى عفن اللقمات السوداء و رائحة ثياب
أبي..
تلك التي تبرعنا بها
غداة وفاته لآمر السجن..
لزلم البيك..
لكلب الحراسة..
لو كان لبيتي سقف أعلى
يصلح لتعليق شمس ما على " قدي"
لتعليق صورة عائلة
سعيدة..
لو كنتُ أطول بخمسة
سنتيمترات..
لصرتُ غصن دلب فتي...
في حرش مهجور على أطراف الوطن.
..
مريم/ سوريا..