رشا الشامي
( بابٌ عاشق )
.
ليس لي (شجرة عائلة)
ولا أذكر الماضي بشكل جيد ..
بالكاد أتذكر رائحة
أصابع النجار، وهو يعمل لتحديد ملامحي ..
حظي الرائع هو الذي
أوصلني لأكون ( الباب الرئيسي) لمنزل ريفي جميل
!!
.
كانت خطوات الصغيرة
"رشا" تشعرني بالرعب،لأنني أعلم أنها ستنتزع مقبضي بعنف عند فتحي ..
وحدها "سيدة
" المنزل كانت لمستها لي مختلفة ..
كنتُ أشعر بالدفء
والأمان عندما تفتحني ..
كانت كل فترة تعلق على
صدري بعض الأزهار ..
وكنتُ أقنع نفسي، أن
هذه الأزهار عُلقت لأجلي أنا ..
لا لأجل الضيوف ..
.
كم كنت أكرّه بعض
الضيوف وطرقاتهم العنيفة ..
لكن .. أصدقاء السيدة
أحبهم، حتى وإن طرقوني بعنف أحياناً ..
.
مرّت السنوات،وشعرت
أنني أصبحت جزءاً من العائلة ..
كنتُ أرى الطفلة
"رشا" كيف تنتزع ثياب الطفولة، لتصبح شابة ..
.
ذات عام رحل " سيد
المنزل" الذي خطفه الموت بعد معاناته للمرض ..
ثم رحلت
"رشا" لتكمل دراستها الجامعية ..
وبقينا وحدنا .. أنا
والسيدة الجميلة ..
.
كنتُ أراها تذبل أمامي
وتفقد نضارتها ..
ومع هذا كنت أنتظر
لمستها بفارغ الصبر كل صباح ..
لمستها لي عندما تفتحني
..
كانت تلكَ اللمسة أشبه
ب( صباح الورود)
تشرب قهوتها بجواري ..
فتسحب كرسياً خشبياً
وتجلس ..
( وكم أحسده، كم تمنيتُ
لو أنهم صنعوني كرسياً بدلاً من باب )