المبدع وحيد ابوالجول
لوسيفر *
منذ أُغلقَ هذا الباب ولم تعد عينيّ تدرك ظمأ
الغيوم
الباب المؤدي إلى حقل الزعفران
لم يعد هواء حديثي عن السماوات يجدي نفعاً في
هذه اللحظات الصغيرة التي يغرق فيها رأسي بماء النهر
لم يعد بوسعي إحياء الطين
أو يكن لي رأي يماثل التنفس
وإتلاف الطريق الذي يصل اليد بيد أخرى تشبهها في
المعنى والموت
ليس هناك أي شيء من لوح النجاة
ولا مطر تهدأ تحت جريانه ملايين الفصول
كذبة هو العنب المحرم
وماء خلود القصب
كذبة هو العنق الذي يتدلى أسفل الأجراس
أشياء كثيرة لم تعد صالحة لقضاء الوقت
أو تكون هدايا للعشاق وهم في ذروة اللعب
ذروة انغماس العيون في ظلام الوحشة
مثل التاج المرصع برائحة الأبناء
ورائحة السبل الطويلة
ليس هنا أكثر من حشرجة لا قصد يأتي من ورائها
سوى عدِّ ما تبقى من حياة العالم
ولملمة ورق الخسائر
الأسماء الصغيرة والكبيرة
الرغبات أيضاً
ذلك الجهد المفتون بالسهول
حيث النظرة صدع في شغف الذاكرة
أما الكلام
قصة لوداع الحدائق
شيء لحضور الفراغ بيننا
نقطة داكنة من حلم الموسيقيين بالتكاثر
ونسبة ضئيلة من صوت البوق
صوت يمزج التوهم بالعسل
مثل نباح أحدنا في المساء
وعيناه تراقب ثمرات النجوم
دون أن يترك وراء قلبه شيئاً من حبر اليوم
المشيئة
أو ما يقال سراً لعصارة أفكار موتى الليل وهم
يلفظون جزءًا من الفردوس
الشيء القابل للدوران حول أسف الأم
وحول انبهار الأب حين تلمس يداه ماء الجداول
تلك الحفنة الصغيرة من تدفق الشهب
الإتيان أو لمحة من صورة النعيم
ما يصدح على الوجه الراقص حين يلسع خديه زغب النور
التفاني في تكرار الوهج
تكرار النبوغ لحفظ الصفة
القلب أو بتلة منه
لوسيفر
كلانا يعلم مجرى الخطيئة
ومجرى البكاء
كلانا همهمة ساقطة من أعلى الفم إلى أدنى الإصبع
______
لوسيفر* _ الملاك الهابط
_____
وحيد ابوالجول
ه حزيران ٢٠٢١