رسائل إلى...شاعرات طالما سكنّني
شكري السعيدي
رسائل إلى...شاعرات
طالما سكنّني
عذاب الأنامل،
اللّاتي خطّتنني قصائد سهر و حيّرنني،
ما أوحش برودة ذاك
الجدار، الذي نقيمه لنحمي القلب..
أتساءل حقا إن كنا نحن من نشيّده، أو حتى نقدر
على ذلك...
لكم أتمنى الحرّية
لقلبي، فقط بجوار قلبها...
#إلى إلهام ملهمتي
السّاكن في كل مرايا
الحسان
السّاري
بين حرفك و
رسمك بكل أطياف ألوان
زماني،
و الصّورة العذبة على
صفحة عمري..
اعذريني، يا أنت
فأنا أتوقّع منك
ربّما
ما لا تطيقين..
أطالبك
بحقوقي عليك
و أنهار حنين..
تدلقينها على أيّام
تحنّ لصدرك
مثل إلاهة روما
تلك التي بأضرع
تسقي كل أطفال العالم
أطفال الشوارع
أطفال الحانات،
و حتّى المساجد...
#إلى نور الواد السّحيق
عناق حَرفي لك
الشّاعر لا يؤرّخ
للقبلة التي مضت إلى ربّها،
بل يعانق طعم القبلة
الآتية على مهل ..
لم أعد أقول غريبٌ
تشابه الإحساس في مواضع الأسر..
فمنذ خطوات مدى قصير،
بدت لي قناعة أنّنا معشر المتسكّعين على أبواب
الحرف، المرضى بهمّه و ثقله ،
من ذاك الطين الواحد،
المنقوع في جدول طائش
عن الواد الكبير،
موارب حرفه على النّعيم
أو الجحيم القريب...
فأين طعم القبلة من كلّ
هذا العبث الرّجيم
#إلى ليلى في ليل جنوني
مع تدفق صور فيض جمالك
أحبّك شاعرة
فلطالما أحببت فيك
الشاعرة
المتوهّجة بأنفاس
قبلاتي
و التي تخيط فساتينها
و تطرزها زهرات تضحك
مثل وجهك
في ليل أحبّ سُراك...
لكنّني، و بعد قرون من
الخلود، مللت إنتظار قدوم العابرين
على سكك باردة من أصوات
الفرح، نعم، مللت رؤيتك
عند زاوية كلّ سطر، أعبر به إلى حالة أخرى من الوجد، الملوّن بأغطية صوفيّة
قيروانية، دافئة بعذوبة أطراف سَمرٍ ساحليّ، مكحّل بعيون مها واسعة المدى، عذوبة
رحيق عسل، ينساب إلى حديقة جسد، ملآن بكل الصّرخات التي أتذكّرها الآن، بعد كلّ
هذه السّنوات..
و توقُّفَ عمُري
الرٌاكض بي، لأعدّل ساعاتي على مزاجك المعكّر بلون شفتيك التي أسافر إليها مرّة
أخرى، لعلّي ألقاك متّكئة على كتف آخر لي و أنت تنتظريني..
فتستأذنين بأدب لطالما
أدهشني، لتشرّعي لي كلّ ابوابك المطليّة أسرارا بسيطة، لتستلّذي كلّ بطولاتي
الوهمية على جسدك النديّ، مثل طفل شقيّ، على مرمر إيطالي المنشأ، مائل إلى البياض
المكسّر ببعض غسق مائل إلى شفق..
هناك على شاطئك كم
سبحت،
أنا المغرم بزرقة البحر
الأرجواني
و لا أملّ و لا أتعب من
عذب صرخاتك تدعوني للعودة عند كلّ مساء حزين دونك..
نعم، أتذكّر صورتك
العذبة، و أنا أضعك في إطار خفيّ، لكي تذكّريني بملامح لطالما حفظتها عن ظهر غيب
دعيّ.. كنت أضعك على الحائط أمامي، فوق طاولة الدّرس، في غربتي الأبديّة، لعلّي
أظفر منك بصباح الخير ليومي الفاغر فاه.. أو مسا ء الحب، عند كل رقصة شاردة..
هل تذكريني الآن، أنا و
أنت في أحد أمسيات الحب المخلّد بين أعمدة قصر الأغلبيّ، إبن عمّ أبي، برقّادة الطّهر العذري، و ابن زيدون يحيّينا
بكلتا يديه مستقبلا زمان الوصل، مباركا لي قصيدة أخرى لم تخرج قطّ عن ديوانه، رغم
أنّها بخط يدي، التي تعرف كل تفاصيل السّحاب الطّارئ على مقلتين لعينين لا يحدّ
اتّساع إبتسامتها شيء، أين كنت أسبح تحت موجك العالي، أقلّبه كما أريد، فيرفعني ثم
يدحرجني إلى قوقعة بلون واحد ساحر، أظنه زهري مختلط ببعض، لم أعد أعرف إسم
اللّون... أعرف أنك لاطالما علّمتني أسماء الألوان، لكنّي ما حفظت غير عطرك في
أنفي و على يداي المتعرقتان و أنا أجوب كل ثناياك، حتى يحين المساء سريعا، و تشعّ
السّماء بقبّة ليلك الغريب، فأشير إليك هناك، فتضحكين لفكرة أننا فقط نزلنا إلى
حدائق رقادة المعلّقة، لنأخذ إستراحة حبّ، ثمّ تواصلين إبتسامتك على صهوة ذلك
الموج العاتي، فأحاول ترويضه لبعض عناق خرافيّ عنيف ... فتكوني لي لبعض لحظات
أخطأها حساب القدر، ثم يكون السّراب، ثم التّلاشي الذي زرعته الكاهنة الأمازيغية،
جدّتك الشّقراء أيضا، ملحا لهذه الأرض... لاشيء بذلك الجمال يبقى في دنيا البشر...
شكري السعيدي