سراب غانم
أن تركلَ حجارة قلبي بقدميك
أن تركلَ حجارة قلبي بقدميك
يعني حتماً، أنكَ
ستضلُّ الطريق .
يا آخر الواصلين ..
ألم تخبركَ الشمس وأنت
تفقأ عينها بإصبعك، وتلعق نار شهدها العالق على أطرافه
أنّ الضوء هو استمالة
القلب للقلب ؟!
وأن الثقوب في قرصها هي
لعنة المسافة ؟!
يا أول الغافين على
رصيف الندم ..
ألم تقل لك كلاب الطرق
الطويلة، وهي تتربص برأسك الثقيل المتكئ على حجر
أنّ الحصى بوصلة ؟!
والعتمة ثقيلة على قلوب
التائهين ؟!
اقترب أكثر، لأوشوشك :
تَ أَ خَّ رَ ، ا ل
وَ قْ تْ ..
وكعب الحنين العالي
انكسر وسقط، نهشته الذئاب الجائعة .
هل تسمعني؟
تأخَّرَ الوَقت ...
لم يعد كافياً لتقبيل
جبين ذكرى تلوي ذراع قلب .
تأخَّر الوَقت ...
وتلك الأغاني التي
جمعَتْنا يوماً
سأحشو بها ثقوب مقاعد
العشاق القديمة .
لا، ربما سأوزعها
بالتساوي
بين عصافير تغرد على
حافة الطرقات الواضحة
و بين نحلات ترشف رحيق
المسافات القصيرة .
والصور، تلك الصور
أتذكُرُها ؟
سأدسُّها رغم أنفها
داخل الجوارير المقفلة
الصدئة
و سألعن المفتاح وأشنق
به عنق رجفاتنا الصعبة.
أو ربما
سأشعل بها ناراً
وأرقص كالفراشة، على
موتها.
تأخَّرَ الوَقت
كثيراً تأخر
و لطالما حذَّرَتْك
الشمس
أن لا تعبث بقلبها
فتحرقك .