جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
محمد الرشوانينقد

قراءة وانطباعات الأستاذ محمد الرشواني لنص( واقف في نفس المكان أرتجف...) للشاعر المصطفى المحبوب

 

قراءة وانطباعات الأستاذ محمد الرشواني ،

لنص( واقف في نفس المكان أرتجف...) للشاعر  المصطفى المحبوب


النص /القراءة :

كل منا ينظر إلى الحب ، باعتباره من أكبر العوامل ، التي تؤثر في الجانب النفسي لكل منا  ، وأقصد بذلك التأثير في عاطفتنا ، وعلى هذا ، فكل واحد منا ، يتصوره كما يحسه هو ، ويتأمله كما يعيشه هو ...

من هذا المنطلق ، لن نصل في تقديري إلى درجة الإختلاف ، بكونه يخلد في القلب ، ويعيش في الذاكرة ، ويطبع في المكان ، ويسجل في الكتابات ، لأنه ، وانطلاقا من احتمالية فشله الحاضرة على الدوام ، لسبب أو لآخر ، أعتبره أجمل شر ، لا مفر منه ، لأن لفشله نتائج  قد تكون كارتية في معظم الحالات ...

يجسد من منظوري الخاص ، نص  " واقف في نفس المكان أرتجف " ، تجربة عاطفية مجنونة بالحب ، مقارنة بتجربة العموم من الناس ،  إلى درجة يصعب فيها التمييز بين الواقع والمتخيل ، كما يحكى على سبيل المثال ، عن تجربة قيس ورميو ،  لأن الشاعر خلق من مخيلته ، ودائما ضمن حرية الخيال الشعري ، مخيلة لعشيقته ، ينبهها فيها من خلالها ذاكرتها ، بل تحديدا من  شرفة مخيلتها ، وايضا عبر سجل من الكتابات التي حصلت عليها منه في الزمن الماضي ، زمن الزيارات والسهرات والأحلام ،  ولا زالت كما هي ، حاضرة في راهنية ذاكرته ، أن تتذكر ركضهما  فوق حجارة الحي ، وهما يتألمان ويرممان المشاعر المكسورة ، وصرتاخهما في وجه حفرة ، وهما يربطان رجليهما المكسورتين ، بقماش مهمل ، وسخريتهما من الصدف ، التي فشلت في إقناع حتى المجاز والتشبيه في لغة الشعر ، أن يمنحاهما إبتسامة أو فرحة ...

يستمر الشاعر بفعل التفاعل العاطفي ، الذي تحدثه الذكرى في الحاضر ، والذي خلخل داخله ، نتيجة الحنين إلى ماضي الذكرى ، من الانتقال من ذاكرته التي لم تتخلص من ماضيها الجميل بمره وحلوه ،  ومن مخيلة معشوقتة ، التي شاركته ألم وفرحة ذاك الماضي ،  الى مكان هذا الحب الهائج ، من ثقل الذكرى على الحاضر ، والذي جعله يرتجف ،  لأنه أصبح  لا يقل ولا يزيد  عن ذكرى في الذكرى ، ليعيد تذكير معشوقته ، بزيارتهما لحارة الحرفيين ، الذين صفقوا لهما بحرارة ، وهو يقبلها  لتأكيد حميمية حبهما ، في لحظة ذلك الزمن   ، الذي كان الحب فيه تحديا لكل ما قد يعيقه ، حتى ولو كان عرفا أو تقليدا ، وذلك  من خلال اعتراف الحرفيين بمشروعية قبلة الحب في المكان العام  ، رغم ان القبلة خصوصية ،  في مثل مجتمعنا ،  لا تعطى ولا تؤخد الا في مكان خاص ، ولتأكيده أيضا ، على أن قبلة من من هذا النوع ، وفي نفس الظروف وبنفس الشروط ،  إنتصار بحجم حلم ، يغنيه عن شهادات الحرفيين ، أمام نقاد الشعر وأمام العرافات .

لهذا ، لا يحتاج مثل هذا الشاعر ، الذي هو تجربة انسانية ، متميزة بالتحدي المقصود ، والحلم المصمم ، كما يؤكد الشاعر ذلك في نصه ، الى نهاية الاسبوع ، ليذكر معشوقته بسهراتهما ، أو بحديثهما لتحديد تواريخ المناسبات ، ولا بنوع القماش الذي يجب أن ترتديه ، ولا بطبيخها لأكله المفضل ، لأنه هو وهي ، حسب نص الشاعر ، عاشقان لا يشبهان العشاق ، لا كما ولا كيفا ، إنه عشق طوباوي ، يبيح الممنوع بتزكية العامة ،  في حدود المعقول ، لأن الممنوع لم يكن سوى قبلة ، وهذا النوع من الحب ، الذي يجعل غير الممكن ممكنا ، ولو في الإبداع ،  قد لا يتحقق في معظم الحالات ، إلا في الجميل المتخيل من الشعر ، خصوصا وان حبا بهذا الحجم ، يستطيع ان يزن متعة قبلة ، بدون شهادة  الآخرين ، كان مشروعا للمستقبل منذ زمن الجامعة ، لأن في حضنها تنمو وتكبر الاحلام ، ولأن العاشقين فيها ، وفي حلمهما فيها ،  كانا يجمعان المال ، ويعدانه كل مرة ، علهما يحققان كل ما يمكنهما من الحرص على  دوام حبهما ، وهذا الأمر ولا غيره ، والذي كان الوسيلة الوحيدة المادية ، لتحقيق مشروعهما الوحيد كعاشقين ،  أخجل الشاعر، لأنه لم يكن يعتقد ، أن هزالة المال ، لم تكن تعنيهما ، رغم اهميتها ، ورغم أنها قد تكون ،  وفقط هي وحدها ، من أصاب حبهما في مقتل .

هذا الحب الطوباوي الهائج ، نتيجة قوة  العاطفة  ،  الذي تحدث الممنوع بدعم الناس ، وفشلت الصدف في جعله سعادة ، لظروف واقع  يراه الشاعر أجمل شيء في زمنه ، لأن لا شيء في الماضي ، اجمل من الحب ، خصوصا  أنه حب ،  لم يكن يعرف الخجل أثناء الرقص لوضوحه ، ولم تنقصه شراهة الأكل حتى في الساحة العمومية لصدقه ، لكن شريكته في الحب ، والتي ظلت في الذكرى والذاكرة ، وغابت في شرفة مخيلتها ، قد أخلفت وعدها ، فلم تنجب كما وعدت ، وكما كان متوقعا ، حبا يلد قبلا تحت التصفيق .

لهذا ، بعد ذاك الزمن الجميل ، لحب جميل ، يرتجف الشاعر ،  وهو يسترجعه  بكل المه وفرحته،  او لنقول بكل وضوح ، إنه يرتجف من ذكراه ، لأنها أشد على القلب والروح ،  يرتجف وهو يسترجع ماضيه مع معشوقته ، بما فيه من تحد وحلم ، يرتجف وهو يسترجع رفقتها في الساحة العامة ، ممارسته في خضنها  لقبلة ممنوعة.

هناك  في ساحة الحارة ، وهناك بين الحرفيين ،  ، وهناك حيث كان رفقة معشوقته وهناك حيت قضيا الزمن الجميل ، وهناك حيث عاشا الحب بحلوه ومره ، هذه هناك والتي  أنهى بها الشاعر حتى نصه ، لم يعد يراها  مكانا لرفقته ، او زمنا لحبه الجميل ، او ذكرى حيث عاش وحبه ،  لقد تخلى عن تلك هناك ، لنقاد الشعر ، وحتى للفضوليين كالعرافات ، واكتفى لنفسه ، بذكرى ذلك الزمن الجميل ولو في كناباته، والذي يرتجف كلما وقف عليها ،  وفي مخيلته شيء واحد ، كتاباته التي تروي حبه ، على شرفة مخيلة معشوقته .

إنجاز الاستاذ محمد الرشواني

النص الشعري : واقف في نفس المكان أرتجف ...

سوف تتذكرين كتاباتي التي

مازالت واقفة على شرفة مخيلتك ..

ستتذكرين كل الأحياء

التي ركضنا سويا فوق حجارتها

نتألم مرة ..

نرمم خطوات المشاعر المنكسرة ..

نربط أرجلنا المكسورة بقماش مهمل

نصرخ في بعض الأحيان في وجه حفرة

نسخر من الصدف التي فشلت في

إقناع مجاز أوتشبيه بمنحنا إبتسامة أو فرحة ..

ستتذكرين حارة الحرفيين

الذين صفقوا بحرارة وأنا أقبلك..

لست بحاجة أن أستدعيهم

ليقدموا شهاداتهم لنقاد الشعر

أو لعرافات بيع الغباء والشعوذة ..

لن أحتاج إلى أيام نهاية الأسبوع

لأذكرك بسهراتنا وحديثنا

عن تحديد تاريخ مخالف لكل تواريخ المحبين ،

عن نوع القماش الذي سترتدينه

وأنت تطبخين لي أكلي المفضل..

نعم كنت أشعر بالخجل ونحن نعيد عد الأموال

التي وفرناها منذ أيام الجامعة..

نتبادل النظرات

دون أن ننتبه لهزالة ما جمعناه ..

بالفعل كان الزمن جميلا

كنا نرقص دون خجل

نأكل بشراهة سندويتش

السمك بالفلفل  في ساحة المدينة

الآن أنا واقف في نفس المكان أرتجف

الآن أنا أتذكر  وعدك لي بقبل كثيرة هناك..


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *