جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
محمد حبشينصوص

حكايات جِدِّي .. مغامراته مع الأنبياء ،وغرامياته مع الأميرة " ديانا

 

حكايات جِدِّي ..

                                                 ——————————

                                       مغامراته مع الأنبياء ،

                                       وغرامياته مع الأميرة " ديانا " .. 


.

.

كنتُ أظنهُ مجنوناً ، أو مجذوباً من مجاذيب القرية ،

عندما يقتسم كل صباح ،

مع نخلةٍ وشاة ،

- دون ضجر -

الرضا والصبر ، ولترين من الماء ..

أو أحد البهاليل ،

حين يُلَوِّحُ ب يديه للسماء ،

مودعاً قبيل الغروب

الشمس ،

وهو يراقص النخيل ، ويتبادل النكات مع الريح ..

كنتُ أظنه معتوهاً ، أو فاقداً للأهلية ،

حين يداعب ب طائرةٍ ورقية ،

أسراب الطيور ،

ويعدو

ب ساقٍ مبتورة ، خلف سراب الماء ..

حين يجلس كعادتهِ كل مساء ،

ليشربَ أمام البيت ،

مع النجوم

الشاي ،

ويدخن مع ضوء القمر ، لفافتين من التبغ ..

ويتبادل مع عنزتِهِ الصغيرة ،

وهما يمضغانِ القات ،

مخاوفَهُ

من تأخر زواج أختي الكبيرة ،

أو سقوط المطر

هذا العام ..

كان يشبهُ الأراجوز ، حين يلبس طرطورَهُ الأحمر ،

ويفتح صندوق

ذاكرته ،

ليقصَ علينا بعد صلاة العشاء ،

بعض قصص

الأنبياء ،

أو إحدى حكاياته الخرافية القديمة ،

التي كنا نضحك عليها في صمت ،

خصوصاً

حين يخبرنا

- بعد أن يحتسي كأسين من العرق -

أن يونس ،

قد دعاهُ ذات يوم ،

لقضاء ليلتين في بطن الحوتِ بالمجان ،

وأن نوح

عليه السلام ،

قد استضافه لمدة أسبوعين (فوول بورد) ،

في باخرة خمس

نجوم ،

لمشاهدة الطوفان على الطبيعة ،

وزيارة المعالم السياحية لجبل الجودي ..

كنا نضحك

في سرنا ،

بينما جدي لا يتوقف عن الحَكي ،

إلا عندما تنتهي

جدتي ،

من تنظيف ساعتنا الرملية من غبار الوقت ..

تلك الساعة العتيقة ،

التي يَدَّعي

دائماً ،

أن الأميرة " ديانا " ،

قد أهدته له في أعياد الميلاد ،

حين كان علي علاقة غرامية بها أودت بحياتها ..

وأن جدتي

منذُ ذلك الحين ،

تشك في نسب أبي وعمي ، والأمير هاري ..

أدركتُ حين كبرت ، أن جدي لم يكن معتوهاً ،

أو مصاباً بالخَرَف ،

كان فقط ،

يحاول أن يرسم

على وجوهنا ابتسامة ،

تُنسِينا صراخَ الجوع / فقدان الأم ..

...................................................

.

.

( حين كبرت ، أصبحت مثل جدي ، أحكي قصصاً خرافية للأطفال ، عن رجلٍ خرق سفينة ليُغرِقَ أهلها ،

ويشتريها بثمنٍ بخس في مزادٍ غير عَلَني ..

وآخر

قتل لاعباً ،

لأنه طالب في إحدى المباريات بتغيير الحُكَّام ..

وثالث

أقام حول قصر الحكم ، جداراً لا يريدُ أن ينقض ،

وحول المقصورة الرئيسية ، زجاجاً واقياً من الرصاص ،

أسواراً حديدية حول

الملعب ،

كي لا يصل إليه أحد من المتفرجين ..

لكن لم تعجب قصصي

مأمور المركز ،

فاتهمني العمدة ب إثارة الشغب في المدرجات ،

وإلقاء قصائد مثيرة للفتنة ،

وأمر شيخ

الخفر ،

ب منعي من الكتابة  ، أو حضور المباريات ) ..

محمدحبشي


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *