جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

مريم الأحمد

ذكرى

قبل أن أدخل كلية الصحافة و الإعلام في دمشق.. واظبت لشهرِ كامل على الاستماع إلى إذاعة ال بي بي سي.

الفائدة الأهم هي أنك تعرف الساعة على رأس كل ساعة.. و كلما كانت ساعة بيغ بين تقرع صنجاتها في طبلة أذني، أتخيل نفسي شرطية بريطانية، تعتقل ذلك المزعج الذي بناها و صممها.

المهم.. الفائدة الثانية التي جنيتها، اني حفظت أسماء رؤساء كوريا الشمالية و الجنوبية و حاولت مع المذيع ان أحاكي صوت و ضمير مبعوثي السلام أو سوطهم.

أنا غبية..

و لم تزدني الأخبار اللندنية إلا غباءً.

اشتريت صحيفة syrian instances الصحيفة السورية التي لا يقرؤها أحد.. فككتُ طلاسمها و كانت نسخة عن صحيفة البعث.. فحرصتُ على شراء الصحيفتين و تقييم الترجمة الحرفية للأخبار العربية الزفت!

أول محاضرة لي في الجامعة حدثنا دكتور هيثم طباع عن البروباغاندا... و هنا اشرأبيتُ و " عرّمتُ" لأتي أعرف هذا المصطلح الجميل الجذاب.

و عندما غاص في أحداث الحرب العالمية الثانية و شخصية هتلر و غوبلز و استعمالهما للبروباغندا.. شعرت أن معلوماتي ضئيلة، فزحلقتُ نفسي تحت المقعد و طأطأتُ رأسي.

المهم

في المحاضرة الثانية للدكتور أسد حمزة حدثنا عن رسالة الصحفي بتغيير العالم.. و كما سمانا نحن " السلطة الرابعة" و كلما تلفظ بكلمة سلطة، سال لعابي فقد كنت جائعة و أحلم بالغداء.. و لتذهب الديكتاتوريات جميعها إلى الجحيم أو لتنتظر إلى ما بعد الغداء!

حبستُ دموعي و فشلت.. حين حدثتنا المعيدة نهلة عيسى عن مجازر راوندا و صربيا و البوسنة..

لا أعرف لمَ تذكرتُ الجوكندا و يد دافنشي المرتعشة و هو يطلي ابتسامتها بالشحوب الحزين.

عيوني مصوّبة نحو ساعة الحائط.

انتهى اليوم الأول من الدوام!

توجهت عائدة مع أحلامي الكبيرة التي تضاهي أحلام محمد حسنين هيكل بأن أصير أهم صحفية في العالم العربي...

بلا أي مقومات!

بلا أية معرفة بالواقع و حيثياته و علاقاته المحكومة بالزيف و المحسوبيات و المصالح...

بلا أي أكتاف آكلها أو اسم أستند إليه.. كنتُ هشة و مفككة..

كنت متآكلة.

كنتُ أهذي في ليل دمشق البارد و الطويل و تحت وسادتي ديوان الماغوط ذلك القروي الساخط و رواية جبرا ابراهيم جبرا " البحث عن وليد مسعود"

معهما تمزقت أقدامي و أنا في الدروب الشعرية الوعرة!!

معهما تلمستُ روحي من الداخل و كانت كالماء الرقيق المتسرب بين الحصى!

تحولتْ أيامي في الجامعة إلى ردم مبعثر فوق قلبي الأجوف.

اردت كثيراَ أن أعود إلى قريتي تلك العالية جداَ على سفح جبل

ناءٍ ليس له اسم و لا هوية و لا موقع على الخرائط!

أذكر أني بكيتُ طويلاً طويلاً تحت شجرة الصنوبر الأليفة!

بكيتُ على طالبة الصحافة و الإعلام التي لن تستطيع و لن ترغب

بطرق الأبواب..

الحجرية.

..

مريم...........


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *