إمام الورد :رياض النعمان والصلاة منفرداً
محمود نوحو ابراهيم
' ' '' '' '' 'القصيدة في محراب النص' '' '' ''
إمام الورد :رياض النعمان والصلاة منفرداً
*************************************
إيضاح:
=====
ليس نقداً فالنقد أبداع لاأدعيه
وليس تأويلاً وتحليلاً فكلاهما من شأن جهابذة
القول ولست منهم
أذن ماذا؟
هي تحية محب في حضرة المحبوب
وأيماءات عاشق في توصيف قول المعشوق
وأشارات مريد في بهاء مقام الإمام
مجرد أعلان حب من القلب الى الوريد
مجرد تحية قلب إلى صاحب النص
صاحب القصيدة /صاحب النشيد
راعي الفرح /إمام الورد رياض النعماني
المتن في تفصيل الإشارات:
=================
نص النعمان ولاأقول قصيدته لان القصيدة
محكومة بمقاييس جمالية محددة واذا ارادت الخروج
على هذه التابوهات والطواطم فهي تحتاج
الى زمن لكي تفرض جماليتها النابعة من كينونتها
وكونها الخاص
أما النص فهو يأتي بجماله الخاص به لحظة
فوحه كالعطر
ولحظة بوحه كطلاسم السحر
والنص بظني يتجاوز الشعر فهو عابر للأجناس
حيث يشتمل على روح الشعر
وروح السحرة والكهانة
واشراقات المتصوفة
وتجمرات العشاق
وألتياثات المجانين
وتوجعات الممتحنيين
وتضورات المحروقين
ونزيف المصلوبين
وهرطقات الفلاسفة وأيضا المشعوذين
النص منجز ألهي بطبعته الاولى وبشري فيما لحق
من طبعات
والنص هو شرعنة القول بلامقاييس تقيد عملية
تكونه وقسرة في أوان ولادته
والنص هو الذات في قول جرحها قهرها وتشاوفها
وتشففها وتلوعها واستقطابها
دون مسطرة وميزان ودون أداة قياس
تحصر الجمال بعبرات ناجزة
وقوالب جاهزة
واجنحة عاجزة
وعليه فالنعمان بنصه تفيض ذاته ومع سبق الأصرار
بقول يشرعن لذاته حضوراً جمالياً وارفاً
يعتمد علي سلاسة الفيض وجمالية الحضور الاول
للمفردة في اندياح النص
وجمالية كلمة النعَمان ان قوتها في ضعفها
وتماسكها وتمترسها في النص َمع أخواتها
والذي يعطيها
من الجدة والصلابة مالم يكن لها اساسا قبل
تزكيته لها في نصه فهي هشة رخوة بلا أسنان
أومخالب أوأجنحة يجعلها قادرة على الدفاع عن هويتها أو الفرار من طاغوت القسر
والتقويل
مما
لايجعلها من مفردات شعراء المنابر
المهوسين بالكلمات التي هي قنابل صوتيه
الكلمات التي هي حصاد قصائدهم البالونيه
تلك الكلمات( التي تحرر وتقتل وتأله وتسجن وتصلب
وتبيع وتشتري وترفع وتخفض وتزوج وتطلق وبالمطلق تحيي وتميت) والتي يحملها هؤلاء
الشعراء على
أكتافهم ككيس الحاوي
والذي فيه كل شي عدا الورد والندى والمطر
وعلى أعتبار ذلك القاموس يتجاوز لسان العرب
لذلك تجد الشاعر منهم كمطبعة الصحف الصفراء
في كتابة قصائد تطفح بها مجاميع ودواوين واعمال
كاملة وغير كاملة
في حين أن النعمان الذي يحتفي بقاموس
الورد ويئم الورد في صلاته
لاتجد لديه من النصوص المنشور ألا ثلاث مجاميع
صغيرة لاتتجاوز بجمعها كلها
مجموعة واحدة من مجاميع الشعراء الطبول
وبالعودة لمفردة النعمان فهي مفردة الظل
اي التي لها ظل ومفردة التأويل أنها مفردة
موشورية تتحلل بمجرد مرورها عبر النص
وتواجدها فيه الى أيحاءات ومعاني قريبة وبعيدة
وتقرأ بسويات متعددة تبعا لأرضية متلقيها
وتجاوزاً سأسميها مفردة المتن الذي تهمش بزحف الهامش وتغوله عليه بحيث ركنت
إلى ذاتها
لتصنع جمالها وأرستقراطيتها وأصالتها من تعاليها
على المجانية والسوقية
وتحدد لذاتهابتشاوفها سوراً ينأى بها عن صراع
المفردات وتذللها للشعراء لكي تسوّق لهاحضوراً
وأن كان (َماأتياً)
في قواميسهم الخشبية المكتظة والمزحومة
بالمفردات/ الفزاعات
وبماأن هذا الفخامة الباذخة
وهذا التعالي المفرداتي مارسته مفردات قليله
لذلك تجد نص النعماني مقتصد ومحبوك بنمنمة
ودقة الأربيسك الدمشقي ومشغول كرسومات الصبايا
الفراتيات او الرافدينات بالعموم
على أوجهه مخدات وشراشف ومناديل أعراسهن
وأحلامهن المشتهات والمنتظرة وهذا الشغل يتم
عادة في
حالة توحد وبعيداً عن العيون المتلصصة
وفي الليل أوفي الصباحات الباكرة المضمخة
بالأنتظار وبعيداً حتى عن تنفس الأخرين
وغالبا مايترافق ذلك الخلق بالدموع والتوجع
والحسرات الداخلية التي يجرحها الأخرون لو ظهرت
لهم
ولذلك أتخيل أن نصوص النعمان أغلبها كتب
ليلاً أوفي ساعات الصباح الأولى ولكونها لها هذه
المرجعية في الخلق نجد النعمان لايقرأ نصه بوجود
جمهور محتشد ضاج في الصالات
المفتوحة فهو كثيرا مايعتذر عن متابعة القراءة
وكثيراً مايطلب أغلاق الصالة
وكثيراً مايكون على عجلة في قراءته
كأنه مسافر يئم مقيمين
وكثيراً مايهدد(ليس من باب التشاوف بل من باب
منظور قدسيته _وهنا تظهر فكرة تسميتي لأبداعه
بالنصوص_لنصوصه أوللنص بصورة خاصة وللكلمة بصورة عامه) بترك الأمسية وعدم أكمالها
وهذا والحق مسلك الشعراء الرسل أعرف أن محمود
درويش كان أيضا يفعله وبعض أمسيات
نزار قباني
وهنا لابد من أستذكار عدم مشروعية وجواز الثرثرة
والهذر أوعدم الصمت في حال التلاوة المقدسة للنصوص الدينة عامة ومن الكتب المقدسة
ونصوصها خاصة
نعم النعماني يرى لنصه (وذلك أبسط حقوقه)
قدسية الألقاء بحيث من جاء لأجل الأستماع له ان
يحترم هذا المطلب الذي يرسخ قيمة النص وصاحب النص
وفكرة أخرى أرى أنها تسوغ تسميتي لابداع النعمان
بالنصوص
أن الشعراء يتبعهم الغاوون ورغم جمالية هذه
الكلمة وأغرائها الأ اني لاأرى في النعماني ذلك
المغوي( ومع بعض التحفظ) المُضل والمُهيم
النعماني يقود مريديه ويئمهم في صلاة وضوءها
بصهيل الدم صلاة للحب للحرية للخلاص
وضد أمتهان الأنسان وتشييئه وتسويقه برمجته
وتثمينه وتقييده وتعميمه وتأميمه......
وردة للنعماني شاعراً
وردة للنعماني قصيدة مستثنات بكل كلمات الحب من
أن تكون قصيدة وحسب
أنها نص وهذا يفتح الباب واسعاً لقراءات متأنية
ومسؤولة
قراءات جمالية تستكنه أسرار المفردات وفقه الحب
في اللمسات البيانية في نصه
النعماني في الحياة عذب حد الجرح وأن تتكلم معه
توجعك تلك الرقة وتخجلك تلك العذوبة
واللهفة والتواضع الجم
عندما تسمعه تخاف عليه ان ينجرح لشفافيته
اباجنوب والجنوب
لك الحب
جوسقاً للأبداع
وقلعة لأسرار الجمال في القول
دمت حبيبا وإماماً
ودمنا نستنشق عبق التفرد في منهجية القول
والسلوك من خلال بوحكم الورف الجمال
هامش:
=====
لابد من أن اقول أنه هناك الكثير من العناوين
التي لابد من العمل عليها في نص النعماني
كالشفافية والاقتصاد الذي يكاد يكون جائرا
ان في نصه اوفي نشره اوطبع نتاجه
والعنونة كعتبة من العتبات
والتوتر والنأم الصراخ والهمس
وحضور الحروف بشكلها الرمزي المجرد والأسماء
الحاضر بشخوصها وترميزتهاوغيرها........