جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
محمد حبشينصوص

الذين عادوا إلى السماء ، بلا أجنحة ..

 

¤  الذين عادوا إلى السماء ،

     بلا أجنحة ..

.

.


1-  أكرهُ المطارات ، التي استأصل منها المصممون ،

ك ورمٍ سرطاني ، شُرفةَ توديعِ المُسافرين ..

واستبدلوها

ب حاجزٍ حديدي ،

بعرضِ الحزنِ ، وطولِ الفشل ،

يفصلُ بين

الذين استطاعوا الفرارَ من الوطن ،

ومن سقطوا

في شوارع المدينة ، ومازالوا على قَيدِ المَوت ..

.

.

2-  عندما عَبَرَت طفلتي / طفولتي

قضبان اليأس ،

تبخرت ،

اختفت ك دوائرِ

الدخان ،

تلاشت ك فراشةٍ ملونة ،

بين أضواء الضجيج ،

أعادها الخوف

من تلفيق التُهَم إلى الشرنقة ،

و" هنري شاريير "

إلى غرفة التفتيش ،

كي تضعَ على أحدِ السيور ،

ما تحملُهُ من ذكريات ،

ليتأكدوا ،

أنها لا تُخفي في أحد الأيام الماضية ،

مسدساً كاتماً

للصَوت ،

كانت تنوي إطلاقه على رأسِ الزعيم ،

أو على قلبها المتعب ،

وعقلها المريض ..

ليتأكدوا ،

أنها لا تُخَبِّئُ في إحدى الساعاتِ القديمة ،

جِرامَيْنِ من القبلاتِ ،

أو الهيروين ،

ب غرض التعاطي

عند الشعور بالوحدة ، في ليالي الغربة الباردة ..

.

.

3-  أكرهُ المطارات ، التي تهاجرُ منها بلا عَودة الطيور ،

وتتركُ الأسرَى وحدهم ،

يعودون آخر الليل

إلى الزنازين ..

كلٌّ منهم ، يحملُ - كأمِّ موسى - قلباً فارغاً ،

يرفرفُ

في الخواء

ب ذراعين مبتورَيْن ،

بعد أن تحولت جميع الأذرع إلى أجنحة ،

ب أكُفٍّ ك البندولِ ،

لا تكفُّ عن توديعِ المسافرين ..

تتأرجح

في الهواء

تُلوحُ لهم من بعيد ،  

بما تبقى في الأصابعِ من حنين ..

تُحلقُ فوقهم ك غيمة ،

على وَشَكِ

البُكَاء ..

تُلاحقُ بآخرِ حضنٍ دافئ ،

ونظرةٍ ساخنة ،

قلباً زجاجياً

غير قابلٍ للكسر ، يُطلُ من نافذةِ الغياب ..

.

.

4-  أكرهُ المطارات ، التي تترسبُ فيها جبالُ المِلح ،

في مَجرَى قنواتي الدمعية ،

بعد أن اغتسلت

بأنهارِ الدموع ،

أرضيةُ المطارِ الرخامية ، وأسفلتُ الطريق ..

وتحولت نظراتُ الفراقِ في العيون ،

إلى طفلٍ

يتيم ،

يُمسكُ بذَيْلِ الطائرة ،

ك جلبابِ أمِّهِ ، وقتَ الرحيل ..

.

.

5-  أكرهُ المطارات ، التي أعودُ منها مُحَمَّلاً بالوجوم ،

بوزنٍ زائد من الأسى والذكريات ،

وحقائبِ الماضي الثقيلة

الفارغة ،

التي لم تستطع حَملَهَا أرواحُ المسافرين ..

لارتفاع تكلفة

الرسوم ،

على كل كيلو جرام

من براءةِ الطفولة ، وأحلامِ الشبابِ الضائعة ..

.

.

6-  أكرهُ المطارات ، التي تدفعُ المصابينَ من الفقراء ،

برِهَابِ أسعار

التذاكر ،

وفوبيا الأماكن المغلقة ، إلى الغرق ..

وأكرهُ المرافئ ،

التي لا تستقبلُ الأحزان والأماني الهاربة ..

والحيتان ،

التي

تلتهمُ الأحلامَ في عَرْضِ البحر ،

ثم لا ترفعُ

على شطآنِ البلاد رايةً سوداء ،

أو تضعُ شارات

الحِدَاد ،

على سطح السفن الغارقة ..

وأكرهُ الأمواج ،

التي لا تثأرُ من القراصنةِ وتجارِالرقيق ،

ولا تُصَلِّي على أُسَرِ

الضحايا ،

والشهداء مواليد الغد ، صلاةَ الغائب ..

محمد حبشي / مصر ..



***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *