حامد حبيب
عالَمٌ قديمٌ
أهفو إلى مكتبتى وإلى عِشرتِهاالطيبة ، ومقهَى
الذكريات بين أصدقائي
القُدامى.........عالَمٌ قديمٌ
افتقدتُه.............عالمٌ
ثرٍ جميل ، أشعرُ معه بالدفء
وحلاوةَ الحوار
....ننتظرُ الساعةَ التى نلتقى فيها
لنسبحَ فى عالمٍ من
الثقافة والفكر الأصيل..........
نتحاور فى قضاياة متنوعة فى انسجام
وحب
..قد نلعب عشرة طاولة
تُسرّى عنا......عالم الفيس
هذا..عالمٌ خدعنا
بِزَيفه واستهلك أوقاتنا وجهودنا
..لا أحد يقرأ...لا أحد
يهتم..ماقيمة أن تكتب لمن
لا يقرأ إلاّ أنّك
تستنزف طاقاتك وأوقاتك سُدى....
سأعود إلى أصدقائى
الحقيقيين...صداقات الفيس
صداقات شكلية ..صداقات
هشّة...كما أن مجهودك
لا يتناسب مع عدد من
مرّوا عليك ولو ب (لايك )
إنها أصبحت " تكتكات " على السريع
نقوم بها
كنوعٍ من المجاملات
والترضية .......ليس هذا ما
كنّا نبغيه.(مازلتُ
أذكر ذلك اليوم الذى نشرت فيه
دراسة عن فاروق
شوشة ، وكنت سعيداً
بهذا
الموضوع، وبذلتُ فيه
جهداً، مامرّ به من الوطن
العربى كله من المثقفين
إلاّ ثلاث "لايكات"، بينما
تعليقات مطوّلة
من الأجانب ، فى أمريكا الجنوبية وكرواتيا
وألمانيا ، حتى
أن إحدى
الأديبات فى كرواتيا
فاجأتنى بعد ثلاث ساعات
من النشر
بترجمة الدراسة إلى الإنجليزية
والكرواتية بمعاونة
صديقة لها، وقاموا بالتعليق
المحترم عليها
"...وقامت نفس الكاتبة بترجمة
مقال عن أبى حنيفة ،
وقالت لو أن هناك المزيد
عن هذا الرجل رضى الله
عنه"..وقامت الأديبة
الألمانية المبهرة
المثقفة جداً بترجمة منشور
لى عن
جبران خليل ومى زيادة ،
وأمدتنى
بقصائد ماكنتُ أعرفها
وبعض حقائق أخرى عن
حياته، وهى الأجنبية
لاالعربية....كنت استمتع
ولازلت بمدى الاهتمام
عند هؤلاء ، وهم فقط
مع قليل عندنا من جعلنى
أشعر بمتعة الكتابة
وقيمتها...كمٌّ هائل من
صداقات لاجدوى منها
وجروبات لاقيمة
لها........سأنفض كل هذا عن
كاهلى،وسأستريح بعض
الوقت من هذا العناء
.. وسأختار من جديد
أصدقائى ومن يستحق
أن نتواصل معاً....لابد
_بعد حين_أن أبدأ عهداً
جديداً مع هذا العالم
وأنا أشعر بقيمة وجودى
فقد اكتشفت
أن أى كلمات
مختومة بأحمر الشفاه ، أو العيون
الساحرة ، تفضُل ما نكتبه
مئات المرات ، بينما
نحن وطنٌ يتهاوى ، وأمةٌ
إلى مصيرٍ مجهول ،
والعالم فى وادٍ ونحن فى
وادٍ
آخر.............سلامٌ لمن كانت لى بهم تجربة
صداقة ، فملأوا الصفحة
بلا أى نفعٍ أو فائدة
.........استراحةٌ
أختلى فيها بنفسى ، وأجدّد
طاقتى وأختار
أصدقائى...ربما أجد أن صديقاً
واحداً يكفينى...الآن
أنامُ طاوياً الماضى ،باحثاً
عن غدٍ جديدٍ أفضل.