جنان الحسن
رواية تستحق القراءة
رحلة الإنسان الساعي
للعدل والأمان في هذه الحياة .. تبدأ من الغبن والظلم الذي شعر به "قنديل
محمد العنابي" أو ابن فطومة كما كان إخوته غير الأشقاء يطلقون عليه .. في بلاده بلاد الإسلام التي يعيش فيها ..
فنجده يسعى للبحث عنه بالسفر ووجهته كانت بلاد الجبل حيث الحياة الرضية كما سمع
عنها آملا في الحصول على بعض العلم
والمعرفة لإصلاح حال بلاده .. إضافة إلى فضوله لمعرفة الحقيقة ..
وبلاد الجبل تلك يتحدث
الجميع عن مثاليتها دون أن يروها .. ولم يسبق لأحد أن زارها وعاد منها ..
فتجده يمر ببلاد مختلفة
في رمزية لإختلاف الحضارات في هذا العالم منذ بدء الخليقة .. وفي كل مرة نجده
يتوصل لذات الفكرة ..
الظلم عام وإن اختلفت
مظاهر وجوده في تلك البلاد التي كان يمر بها بدءا من دار المشرق وهي رمزية للعالم
الأفريقي الذي مازال يعاني من العبودية .. ثم دار الحيرة ترمز للتنين الأسيوي ودار الحلبة في رمزية للعالم الغربي المنفتح على كل شيء وعلى رأسه
أمريكا .. ودار الأمان في رمزية للدب الروسي الذي يدعي المساواة ولكنه في حقيقته
مدعي تماما .. انتهاءً بوصوله لدار الجبل ..
حيث يتعرض لكثير من
الظلم في رحلته فيفقد عائلته ويسجن لأكثر من ٢٠ عاما في إحداها .. في بلدان
متنازعة ومتقاتلة والغلبة فيها للقوة ..
وفي كل دار يحط فيها
يخرج بقناعة مختلفة بعد المقارنة بين بلاده وتلك البلاد ..
يسجلها على دفتره
للتوثيق ..
تبدأ من الفكرة الأولى
التي زرعها في ذهنه معلمه الشيخ فغاغة الجبيلي وساهمت رحلته بما تبقى منها وهي :
_أن الدين في بلادنا في
المساجد فقط ..
_ديننا عظيم حياتنا
وثنية
_ أيهما أكثر سوءا ، من
يدعي الألوهية عن جهل أم من يطوع القرآن لخدمة أغراضه الشخصية؟
_ لو بعث نبينا اليوم
لأنكر إسلامنا كله دون استثناء ..
وأخير لتنتهي كل هذه الرحلة بقنديل وقد أمسى
كبيرا في السن عند أقدام الجبل الذي ترتفع على سفحه تلك الدار .. وهو يهم بالصعود
إليها .. بعد أن يترك دفتره مع مرافقه الذي لن يصعد معه ..
الإنطباع الأهم الذي
تولد لدي بعد الإنتهاء من القراءة هو :
إلى أي درجة كان الكاتب
القدير نجيب محفوظ غاضبا من تردي حال الإسلام عامة والإنسان خاصة في بلاد الإسلام
؟
حقيقة وجدته غاضبا جداا
..
🦋
جنان الحسن